"ساكت ولا كلمة"
الأغنية التي طارت بأجنحة السهر والنوح
#شَدْو #يمنبيديا #خيوط
كلمات وألحان: محمود علي السلامي
غناء: أحمد يوسف الزبيدي
لا يستعاد الفنان الراحل أحمد يوسف الزبيدي إلا وتحضر معه أغنية (ساكت ولا كلمة)، التي كتب كلماتها ولحّن أبياتها الشاعر محمود علي السلامي؛ وبعد أكثر من ستين سنة لم تزل هذه الأغنية حاضرة وطرية في مدونة الاستماع الطربي، وتشير إلى خصوصية حوطة لحج في أزهى فتراتها الموسيقية.
تقول كلمات الأغنية:
ساكــت ولا كلمـةْ .. صــابـر ولا رحمةْ
بتألم وَانَا ساكتْ .. بتظلّم وانــا ساكتْ
النظرة بُـكـاي فيها
والضحكة شُكاي فيها
ولا قد جيت بتكلّم .. عِجمْ حلقي ولا كلمةْ
(**)
يا قاسي وانا احبك .. يا ناسي وانا جنبك
قلبك لا متى قاسي .. وانتَه لا متى ناسي
وحبّك في الحشا والروح
تعبني بالسهر والنوح
وانا صابر وبتظلم .. وعطفك فين والرحمةْ
(**)
يا سالي وانا مظلوم .. يا هاني وانا محروم
أنا محروم يــا ربي .. من الدنيـا ومن حبي
وليه الناس تشناني ..
وتتهنــى وتنســــاني
وانا صابر وبتظلّم .. وانا ساكت ولا كلمةْ
* * *
عن الفنّان
أحمد يوسف الزبيدي (1920-1991)، واحد من مطربي لحج المعروفين، وهو شقيق المطرب صالح يوسف. امتاز بصوته الشجي، الذي انتشر في لحج وعدن وأبين في ذروة النهضة الموسيقية في لحج، في خمسينيات القرن الماضي. وكان لملازمته، مع شقيقه صالح، للفنّان والموسيقار فضل محمد اللحجي، أثرُه الواضح في صقل تجربته الموسيقية.
غنّى لكثير من الشعراء المعروفين، ومنهم صالح بن مهدي العبدلي، ومن ألحان محسن أحمد مهدي: (يقولوا لي نسي حبك وليه تجري وراه)، (في الهوى جايز)، و(على الحسيني سلام) و(ناجت عيوني)؛ ومن شعر عبدالله هادي سبيت: (النوح والأشجان) ومن شعر ولحن محمد سعد صنعاني: (من عيد الى عيد)، ومحسن صالح مهدي (أنت وحدك بس)، ومن كلمات وألحان محمود السلامي (ساكت ولا كلمة).
في فترة استقراره في المملكة العربية السعودية، التي اقتربت من ربع قرن، التقى بالشاعر اليمني الشبواني، "يسلم علي بن سعيد"، وتعاون معه في عديدٍ من الأغاني، منها: (فيوز القلب محروقة)، و(فين بتروح)، (كم رأس مالك)، (متى الإقلاع يا طيار)، (القلب في حيرة)، و(مقصودي)، (سهوم المحبة)، (إشاعة حب يا دكتور)، (أكل العنب حبة حبة).
عن الشاعر
محمود علي السلامي شاعر غنائي معروف، من مواليد 1930، في قرية (سفيان) القريبة من عاصمة لحج الحوطة، درس في كتّاب القرية، وقليلًا في المدرسة المحسنية العبدلية في الحوطة، لكنه ترك الدراسة، والتحق بأعمال ثانوية في عدن، وواصل دراسته المسائية وتعلم العربية والإنجليزية، قبل أن يلتحق بجهاز شرطة السلطنة العبدلية.
هاجر إلى السعودية، لكنه لم يمكث طويلًا بها، وعاد إلى لحج مرة أخرى وإلى جهاز الشرطة أيضًا، عمل في النيابة والمحاماة لسنوات طويلة غير أنّ إخلاصه للشعر والفن عمومًا كان هو الغالب في مسيرة حياته الطويلة.
يقول جمال السيد عنه:
"اشتهر كشاعر غنائي وملحن ومغنٍّ وعازف على عدة آلات موسيقية. من أشهر أغنياته: (ساكت ولا كلمة) وهي من ألحانه أيضًا، غنّاها في الخمسينيات، وسجّلها بصوته في إذاعة عدن، ثم أعجبت الفنان أحمد يوسف الزبيدي، فغنّاها وسجّلها لإذاعة عدن، وصارت عنوانًا لديوانه الأول".
يقول الشاعر عن تعاونه الباكر مع الفنانة "هيام يونس"، أنه تواجد في بيروت ذات مرة في منتصف الستينيات، وأراد التواصل بالفنّانتين "نجاح سلام" و"سميرة توفيق"، لعرض كلماته وألحانه عليهما، لكن المصادفة قادته للقاء الفنّانة هيام يونس في بداية شهرتها، فغنّت له أغنية (على شأنه):
"على شانه ومن أجـله حيـاتي كلـها ذي له
وأنا راضي بعمري لـه على شانه على شانه
على سبه ضني حالـي وفي حبه انشغل بالي
وانا صابر على شانه علـى شانه على شانه
على شانه حبيبي دوب قلبي في الحشا با يذوب
ملا كاسي صبح مسكوب علــى شانه على شانه
وغنّت له أيضًا أغنية (ساكت ولا كلمة)، التي صارت تشير إليه كشاعر وملحن متميز.
تُوفِّي في قريته (سفيان)، في صيف 2013، عن 83 سنة.
المصادر:
- موسوعة شعر الغناء اليمني في القرن العشرين، دائرة التوجيه المعنوي صنعاء، الطبعة الأولى 2005، الجزء التاسع، ص(443) وما بعدها.
- مدونة جمال السيد: http://wadialmarifah.blogspot.com/2012