القعطبي، وذاكرة جيل مثقوبة بالتفاهة.
ربطتني بالمناضل الأكتوبريّ العتيد وأحد رجالات الدولة في "اليمن الجنوبية والديمقراطية"، الذي تسلم مناصب وزارية عدة، منها وزارة الشباب والرياضة، ووزارة الإسكان، ومنصب محافظ محافظة عدن؛ الأستاذ أحمد محمد القعطبي (أطال الله في عمره)- علاقةُ تواصلٍ بين الأجيال، حيث ينتمي هو إلى رجالات الثورة، وأنا أنتمي إلى أبناء الدولة الوطنية التي نشأت على أكتاف هذه الثورة، وبما جمعتنا من توافق في قيادة مشروع ثقافي مع ثلة من الزملاء المثقّفين والفنّانين ورعايته الأبوية لجمعية الموروث الشعبي، وأيضًا بما بدا له اهتمامي في صحيفة (14 أكتوبر) في المناسبات الوطنية (ثورة 14 أكتوبر، 30 نوفمبر عيد الاستقلال الوطني) في نشر ملاحق خاصة لهاتين المناسبتين الوطنيتين، التي تتناول ملاحم ثوار (الذئاب الحمر) في ردفان والمعارك البطولية في عدن، واستذكارات الثوار عن مرحلة الكفاح المسلح، وعن جبهات القتال في عدن والأرياف، ومواقف نضالية لهم، ونشر وثائق الثورة والاستقلال، وغيرها من المآثر النضالية والسياسية لفترة ما قبل الاستقلال الوطني، ومنها النضال السلمي ضد الاستعمار، كالمظاهرات الشعبية، ومشاركة المرأة الفدائية، والطلاب الثائرين، وسير شهداء الثورة، حتى الوصول إلى مفاوضات الاستقلال، وكل هذه الموضوعات الثورية والسياسية، كنّا ننشرها في الملاحق الصحفية لصحيفة (14 أكتوبر)، مُدعَّمةً بالصور عن المقاومة الفدائية والسلمية في مواجهة القوات الاستعمارية في عدن وفي الأرياف.
وهي محاولة من الصحيفة، قمنا بها بكلِّ تواضُعٍ لمحاولة استعادةٍ تاريخية عن مرحلة نضالية مهمّة من التاريخ الوطني، نقبض عليها في صفحات الجريدة، متأمّلين أن تصبح ذاكرةً للأجيال الجديدة وأرشيفًا لثورة شعب.
وكثيرًا ما كنت أتواصل مع الأستاذ أحمد القعطبي وقرينته السابقة السيدة أسمهان العلس التي صارت مؤرّخة لتاريخ الثورة والاستقلال في الجنوب، ولها كتب في ذلك، مستفسِرًا عن حدثٍ ما أو موقف أو طالبًا مادّةً تاريخية في فترة النضال ضد الاستعمار. هذه العلاقة التواصلية مع الأستاذ القعطبي مستمرة إلى يومنا هذا، رغم الوعكات الصحية التي عانى منها، وهو الشباب دائمًا، في عقده الثامن.
قبل عامين، أرسل لي الأستاذ أحمد القعطبي مقطعَ فيديو يبدو لمذيع شابٍّ يستفسر عددًا من الشباب والشابات في عدن، عن:
-ماذا يعني لهم تاريخ (14 أكتوبر) من وجهة نظرهم؟
وكانت المفاجأة وأنا أشاهد هذا الفيديو/ الاستطلاع، أن أشاهد إجابات لا تخطر على بال، ومنها هذه الإجابات الطريفة:
- 14 أكتوبر عيد الأمّ.
- 14 أكتوبر عيد الحب.
- 14 أكتوبر عيد الأسرة.
- 14 أكتوبر عيد الفالنتين.
وغيرها من الإجابات المضحِكة والغبية التي دلّت على جهل عارم بتاريخ الثورة التي صنعت لهم حاضرهم الذي هم فيه. وصلتني الرسالة التي جعلت المناضل الأكتوبريّ القعطبي يخصّني بهذا الفيديو المثير للضحك أحيانًا، وللاستغراب تارة، وللحزن تارة أخرى.
رسالة القعطبي التي وصلتني من وراء إرسال هذا الفيديو العجيب الغريب، حملَتْ كلَّ تلك المشاعر المتناقضة من الضحك والاستغراب، وربما الحزن الكظيم، على بعضٍ من الجيل الجديد، أضاع بوصلة تاريخه الوطني، وسادَهُ الجهلُ وربما الاغتراب عن معرفة أهمّ التواريخ الوطنية لتأتي الإجابات تافهة ومضحكة وغريبة، ومعبِّرة عن جهلٍ مطبق.
ربما تكون العيّنة المنتقاة في الاستطلاع، هي ذات المستوى الفكري والتعليمي الضحل، لكن المريب في الأمر أن تذهب هذه الإجابات خارج نطاق التاريخ، ومن قاموس الجهل العام، وثقافة الاستهلاك والاغتراب عن الأرشيف الوطني والحضاري.
وكان من الطبيعي أن يقترب واحد من ثلة المستطلَعين الجهلاء في هذا الفيديو، في الإجابة إلى مستوى مقارب يعبر عن نسيان، وليس جهلًا مُركّبًا.
ولذلك أقول: "لقد وصلت رسالتك أيّها الأكتوبريّ العتيد المناضل أحمد القعطبي، بأن نضال الآباء ضاع أو ضيّعه واقعٌ مؤلم في أضابير مهملة من دروس التعليم الأساسي ومناهجه، وفي فقدان بوصلة الانتماء للبيت الكبير (الوطن)، والذهاب إلى اغتراب استهلاكي صنعته سنوات دولة وطنية متعثرة ودولة وحدة قاهرة، أنتجت شخوصًا ممسوخة إلى حدَّ التفاهة.
ربما تبدو هذه الاستعادات الافتراضية جزءًا من يأس عارم ناتج عن دولة وطنية تعثّرت في إدارة البلاد، وذهبت إلى المجهول في وحدة زادت من يأسها يأسًا، لذا يكون حنين الضحية إلى الجلاد وتقليده نوعًا من طوق نجاة لواقع مُزرٍ وجاثم بكلكلِهِ على حاضرهم ومستقبلهم.
المثير لمشاعر الاستغراب والحزن ليس في صعوبة الإجابة التي قد تطرأ على شخصٍ ما، وإنّما في تفاهتها وارتباطها بتفكير استهلاكيّ مَحْض، ينسف نضالات الآباء ويدوس على دماء الشهداء، ويفرغ جماجم الجيل الصاعد من أي معرفة بالتاريخ القريب المعبّر عن الانتماء الوطني الذي لا يبعد عنه سوى سبعة وخمسين عامًا يومها.
ولا عزاء لك أيّها الأكتوبريّ العتيد، أحمد القعطبي، وأنت ترى بعض الأحفاد وهم يهيمون في وادٍ غير وادي تاريخ نضالكم الوطني. فالذاكرة الجمعية لهذا النوع من الجيل الجديد المتهافت مثقوبةٌ بالتفاهة والاغتراب!
رحيل إحدى الرائدات الأكتوبريّات
تمر الذكرى الـ(59) لثورة 14 أكتوبر، وقد رحلت عن دُنيانا الفانية واحدةٌ من الأكتوبريّات الرائدات في النشاط النسوي والطلابي في فترة الكفاح المسلح، في صمت، ودون ضجيج إعلامي أو حتى تعزية من مسؤولٍ ما.
رحلت الأستاذة شفيقة علي صالح، إحدى مناضلات حرب التحرير من العنصر النسائي الفدائي، رفيقة المناضلة الأكتوبرية الكبرى، الجسورة جسارة أقوى من قلوب الرجال؛ الراحلة نجوى مكاوي.
لا تمرّ ذكرى أكتوبرية أو نوفمبرية إلا وكانت السيدة شفيقة علي صالح (أم سميح)، دالّتي ومرشدتي في اختيار بعض الموادّ المناسباتية في ملحق صحيفة (14 أكتوبر) حول مرحلة حرب التحرير، وبالخصوص ما يتعلق باختيار المناضلات والفدائيات اللواتي شاركن في حرب التحرير، تمنحني دقة في صحة المعلومات الواردة في الموضوعات المنشورة.
وباعتبارها إحدى الشاهدات على تلك المرحلة، كانت تدلّنِي على الصحيح من المعلومات عنهن، وبالخصوص اختلاط الأوراق حول مناضلات حرب التحرير الحقيقيّات، ونساء سياسيات هن من زمن الدولة الوطنية بعد الاستقلال لا من زمن الثورة المسلحة، حيث يختلط على البعض تركيب صفة الثانية على الأولى، فهناك سياسات من عهد السلطة الوطنية لدولة (اليمن الجنوبية أو الديمقراطية) لا يصح الإطلاق عليهن صفة مناضلات حرب التحرير.
وهناك مناضلات في حرب التحرير ظُلِمن في عهد الدولة الوطنية الناشئة، واعتُبِرن من التيار اليمينِيّ، حسب توصيف قادة حركة التصحيح في 22 يونيو 1969م، وعلى رأسهن: المناضلة الجَسُور نجوى مكاوي، وشفيقة علي صالح، وعدد آخر من المناضلات الحقيقيات اللواتي طالهن الغبن بعدم المشاركة السياسية أو في التقدير النضالي لدورهن، وكثير منهن اعتزلن الحياة السياسية وأثرن السكينة والانزواء العائلي، ومنهن السيدة الراحلة (أم سميح)، في حين تسيّدت المشهد السياسي نساءٌ شاركن في العمل السياسي، ولم يكن لهن دور نضالي ألبتة.
ومن هذا المنظور، كانت الراحلة شفيقة (أم سميح) هي من تدلّني بكل مصداقية وشفافية وروح نضالية متبقية من زمن الثورة والكفاح المسلح، ومن النضال السلمي تحديدًا الذي كان رديفًا للكفاح المسلح، حيث كانت النساء مشاركات في المظاهرات الطلابية والنسائية وفي النشاط التنظيمي لعمل الخلايا التنظيمية وطباعة وتوزيع المنشورات الثورية. لقد كانت ترشدني إلى تجنُّب هذا التمادي والاختلاط الذي يَنسب لبعض السياسيات صفةَ مناضلات في حرب التحرير خطأً.
الأستاذة الراحلة شفيقة علي صالح، ابنة حارتي؛ إحدى حارات الهاشمي بالشيخ عثمان، ومن جميل المصادفة أنّها كانت واحدة من معلماتي الأُوَل في تدريسي ألف باء الهجاء والأرقام الحسابية فيما يسمى حلقات التدريس لما قبل دخول المدرسة الابتدائية، ولي مع عائلتها وأخيها الراحل أحمد، صداقةُ عمر.
ولقد ذكرت أنا والراحلة شفيقة أنّني، وأنا الطفل الذي كنت أتعلم عندها في حلقة التدريس، كنت أرى المناضلة نجوى مكاوي، تلك المرأة البادية في الجسم، تأتي إلى بيت الست شفيقة، فأوضحت لي عن تلك الصورة: أنّها كانت ونجوى مكاوي ومناضلات أخريات يلتقين في منزلها ليجتمعن قبل القيام بأي نشاط أو عمل تنظيمي في الخلايا السرية أو في توزيع المنشورات بصورة سرية، وغيرها من التكليفات التنظيمية من قيادة الجبهة القومية.
وفي هذا السياق، أسرّت لي طرفة حولها، وهي أن نجوى مكاوي كان يطيب لها أكلات أمّ شفيقة !
هذه واحدة من شواهد العصر التي التقطتها عينا الطفل الذي كنته أيام مرحلة الكفاح المسلح، لواحدة من مناضلات حرب التحرير اللواتي آثرن الصمت بعد مرحلة نضال ضد الاستعمار، كما كان لها دور فاعل في تأسيس "اتحاد نساء اليمن" في دولة "جمهورية اليمن الجنوبية الشعبية". ذكريات وحكايات وتذكارات جديرة بأنّ تُروَى عن الراحلة (أم سميح).
نوازع الحنين بلا رقيب وطني
في زمن الخيبات، تأتيك نوازع الحنين إلى الماضي. ففي إحدى الجلسات التي ضمّتني مع نخبة من المتعلمين والمثقفين، كان الحديث يدور حول لماذا كل هذا الرجوع لحرق الماضي النضالي والوطني.
كان الطرح ناتج عن الاستفسار حول ماذا يحصل حتى يحنّ البعض من أبناء هذا الزمان إلى ماضي الفترة الاستعمارية ولا يرى فيها ضيرًا، بل تنتاب البعض من الجيل الجديد (نوستالوجيا)؛ أي حنين افتراضي لفترة الاستعمار باعتبارها فترة زاهية في معالمها، وهو يرى كيف كانت عدن في العهد الاستعماري مدينة حضارية وراقية ومدنية، وفيها من جمال النظام ومن سيادة القانون ولو كان استعماريًّا، ويستعيد كل الإرث المتقدم لعدن في الميناء كثالث ميناء في العالم، وفي الأسبقية على الدول المجاورة في كل شيء؛ في دخول الكهرباء وفي دخول السيارات، وفي التجارة والسينما والإذاعة والتلفزيون، وما إلى ذلك. ويقارن كل هذا بما يعانيه اليوم من انقطاع الكهرباء المتواصل، ومن انعدام النظام وسيادة القانون، وسوء الإدارة.
وأصحاب هذا الحنين لعدن التي كانت أيام الاستعمار، تجعلهم يحيدون عن توصيف الوجود البريطاني في عدن بالاحتلال، ويطلقون على ملكة بريطانيا -آنذاك- "حبابة"، أي باللهجة الدارجة: الجَدّة المحبوبة، ويتمنّون أن تعود أيام بريطانيا إلى عدن، لمحو هذا القبح السائد في كل مكان من الفوضى والعشوائية وثقافة الفيد التي جلبتها سلطة 7/7.
وكلُّ هذا الحنين الافتراضي لدى البعض من جيل الأحفاد، أنساهم التوق إلى الحرية والانعتاق من احتلال دام 139 عامًا، بل يستغربون التاريخ النضالي لثوار 14 أكتوبر، وممّا يرونه سذاجة الكفاح المسلح ضد محتل جعل مدينة عدن درةَ الجزيرة العربية.
ربما تبدو هذه الاستعادات الافتراضية جزءًا من يأس عارم ناتج عن دولة وطنية تعثّرت في إدارة البلاد، وذهبت إلى المجهول في وحدة زادت من يأسها يأسًا؛ لذا يكون حنين الضحية إلى الجلاد وتقليده نوعًا من طوق نجاة لواقع مُزرٍ وجاثم بكَلْكَلِهِ على حاضرهم ومستقبلهم.
كلُّ هذا كنّا نناقشه بغرابة جيلنا الذي عاش الدولة الوطنية الناشئة بحلوها ومرها، بإيجابيّاتها وسلبياتها، بأحلامها ونكوصاتها، ولم يتجرّأ أحدٌ منّا على التعدي على تاريخ آبائنا الوطني.
لكن أحدٌ منّا من انبرى من بين أحاديثنا المتناثرة والمتجادلة، يقول:
- "تريدون حلًّا لكلِّ مشاكلنا؟ أقترح أن يذهب وفدٌ من عدن والجنوب من الوجهاء والنخب ممّن لم يشتركوا في الكفاح المسلح ضد بريطانيا إلى الملكة "الحبابة" إليزابيث -وكانت حينها على قيد الحياة- ويقدِّم اعتذارًا باسم الشعب عمّا بدر من قتلٍ للبريطانيين في فترة الكفاح المسلح"، معلِّلًا أنّ بريطانيا لن تترك الجنوب يحكم نفسه، وستظل تعاقبه ما دام في رقبتنا دماء أبنائهم!
موقف غريب يضاف إلى جملة النوستالوجيا (الحنين إلى الماضي) الطارئة لدى البعض إلى استعادة يوميات المحتل، يأسًا من حاضرٍ مأساويّ، ونقمة على الدولة الوطنية الفاشلة. سؤال: كيف ننجو من هذا التفكير المغيب -ولو كان ضئيلًا في الوجود والتأثير- ما دامت الثورة والدولة الناشئة من رحمها أنتجت كلَّ هذا الخراب الذي نراه، حسب ظنون هذا البعض، ولو كانوا قليلًا؟!
إنّها إحدى منتجات اليأس الحضاري؛ فكيف الخروج منه بسلام دون أذى للتاريخ الوطني وروّاده من آبائنا الأبطال والشهداء، ولنبل أهداف الثورة حين قامت بهدف الانتصار لقيم التحرّر والتقدّم والتطوّر ولبناء مستقبل واعد ومزدهر وحضاري؟
نظرة الاحتقار الاستعماري
كان الكولونيل البريطاني كولن ميتشل، المسمّى "ميتش المجنون"، قد استُدعِيَ ضمن فرقة خاصة قوامها ألف عسكري، لإعادة الهيبة الاستعمارية بعد تحرير مدينة كريتر من قبل ثوار الجبهة القومية في 20 يونيو 1967م، ردًّا على نكسة 6 يونيو 1967.
هذا الضابط ربما ربطته بالكابتن هنس، الذي احتلّ عدن في 19 يناير 1839م، رغبتُه في الاستمتاع باحتقار الجنوبيين، مواطنين أو سلاطين أو تجّارًا، وغير ذلك.
"كان ميتشل عنيفًا كذلك، وبدا وكأنه لا يكترث بالالتزامات العالمية عليه التي لا يجوز الانتقاص منها، باعتباره جزءًا من قوة محتلة محاربة بموجب القانون الإنساني الدولي، مثل اتفاقية لاهاي الرابعة، الموقعة في 18 أكتوبر 1907، واتفاقية جنيف الرابعة، المبرمة في 12 أغسطس 1949".
"ودأب ميتشل على الحديث عن تفجير رؤوس الناس، وبكونه "قاسيًا" يقتل كلَّ من يُعتقد أنّه يستخدم العنف. ممّا يمثل انتهاكًا للمواد 27 و31 و32 من اتفاقية جنيف الرابعة التي تحظر كافة ممارسات العنف والتهديد، بما في ذلك الإكراه الجسدي أو المعنوي والأذى الجسماني."
"لقد كانت الصحافة البريطانية هي من أطلقت على ميتشل لقب "ميتش المجنون". ويبدو أنّ هذا القرار كان شاهدًا على حبّ ميتشل للعنف وحب الظهور لوسائل الإعلام. لقد وصف ميتشل نفسه ذات يوم بأنّه "جندي بحت" عند تفسيره للأسباب التي دفعته لقيادة عملية إعادة احتلال عدن".
هذه اقتباسات عن ضابط استعماري وصفته الصحافة البريطانية بـ"ميتش المجنون"، نسوقها للذين في قلوبهم حنين لزمن استعماريّ لا يخلو من القسوة والعبودية والتسلط في الحكم والثروة، مهما بدت مظاهرة المدنية والتحضّر التي جلبها مع آلياته العسكرية. وللذكرى فائدة للذين في قلوبهم مرضُ الحنينِ إلى العهد الاستعماريّ.