الفقيد محمد عبدالجبار ورسالته للدكتوراه

تناولت الصحافة اليمنية في الجنوب والشمال ولم تُنشر
عبدالباري طاهر
September 29, 2021

الفقيد محمد عبدالجبار ورسالته للدكتوراه

تناولت الصحافة اليمنية في الجنوب والشمال ولم تُنشر
عبدالباري طاهر
September 29, 2021

رسائل الماجستير والدكتوراه عن الصحافة اليمنية كثيرة من أقدمها وأشهرها رسالة الدكتور محمد عبدالملك المتوكل، ورسالة الدكتور عبدالله الزين، ورسالة الدكتور محمد عبدالجبار سلام المخطوطة. رسالة الدكتور محمد عبدالملك مطبوعة، وكذا رسالة الدكتور الزين، أما رسالة الدكتور محمد عبدالجبار، فلا تزال مخطوطة، وتنتظر النشر.
أعد محمد عبدالجبار رسالته في جامعة موسكو بعنوان "القضايا السياسية والاجتماعية في الصحافة اليمنية شمالاً وجنوباً منذ مطلع العشرينات وحتى 1962".
رسالة الدكتور محمد عبدالملك المتوكل تدرس وتوثق الصحافة منذ النشأة في المتوكلية اليمنية، بينما وثق عبدالرحمن خبارة، وعلي سيف مقبل للصحافة العدنية ودراستها أيضًا، وتناول الدكتور عبدالله الزين "الوسائل الإعلامية"، و"الصحافة الحضرمية في المَهاجر في جنوب شرق آسيا.
رسالة محمد عبدالجبار شاملة لصحافة الشطرين، وقد واجهته صعوبة جمة في الحصول على المصادر الأساسية لهذه الصحف غير المتوفرة، أو على الأقل نماذج منها.
مقدمته الضافية تتناول الصعوبات، وعناء البحث عن هذه المصادر، وهي أساس رسالته المهمة. عقب عودة الصديق العزيز والزميل من موسكو، زودني بصورة من رسالته، وهي أكثر من ستمائة صفحة – قطع كبير، نصفها بخط يده والنصف الآخر مطبوع بالآلة الكاتبة ومسحوب بالإستنسل.
 في مقدمته يتحدث عن القضايا الملحة، وكيفية الحصول على المراجع المطلوبة، ويشير إلى صعوبة توفير المراجع. البحث بواسطة الأصدقاء، وفي موسكو والقاهرة لم يعط نتيجة. في القاهرة عثر على الصحف المساندة للأحرار مثل: "الرابطة العربية"، و"الشورى"، أو الناطقة باسمهم: "الصداقة"، وهي لا تعني البحث. جاء الحل على يد الأستاذ أحمد محمد نعمان؛ فقد زوده بكل ما لديه من صحف ومجلات وكتيبات تتعلق بموضوع بحثه. يزجي جزيل الشكر للأستاذ، ولحفيده أحمد كمال نعمان، ولم يتمكن من الاطلاع على أرشيف المكتبة الوطنية في عدن، والتي توجد فيها كل صحف فترة ما قبل ثورة سبتمبر 1962. يشير إلى الرسائل والدراسات والأبحاث السابقة: رسالة المتوكل، ورسالة الدكتور عبدالله الزين، وعلوي عبدالله طاهر، ورسالة سيف علي مقبل، والجاوي، عن الصحافة النقابية، ودراسة سيد مصطفى سالم عن مجلة "الحكمة"، مشيدًا بكتابتي الزين عن وسائل الإعلام، إضافة إلى كتابه المهم "الصحافة الحضرمية في المهجر"، ويأتي على ذكر إذاعتي عدن وصنعاء في فترة ما قبل الثورة، مقللاً من دورهما، ومشيدًا بدور مجلة "الحكمة" التي علا فيها صوت المعارضة لأول مرة، ويرى أن الصحافة في الشمال والجنوب كانت المنبر الأساس الذي عبّر عن تطلعات الشعب شمالاً وجنوبًا ضد الإمامة المتوكلية في الشمال، والاستعمار البريطاني في الجنوب، ويشير إلى أن موضوع رسالته يتناول القضايا السياسية والاجتماعية في الصحافة اليمنية؛ حيث أن الصحافة تعد أهم المصادر المعول عليها في دراسة الواقع اليمني قبل الثورة.


يقسم الباحث الفترة الزمنية إلى فترتين، تبدأ الأولى من تسلّم الإمام يحيى مقاليد الحكم في المتوكلية اليمنية عقب خروج الأتراك 1918، مارًا على أوضاع الجنوب في الفترة إياها، أما الفترة الثانية، فتبدأ من فشل حركة 1948.


 تتناول رسالة الدكتور محمد عبدالجبار بناء الدولة والوحدة اليمنية، ويتناول دور "فتاة الجزيرة"، التي وإن عبّرت عن خط سياسي إلا أنها قد أفردت مساحات واسعة من صفحاتها للتنديد بالأوضاع في الشمال. يضيف: وكذلك الحال في "صوت اليمن"، و"الفضول"، و"السلام"، فعلى الرغم من أن الهدف وراء صدور تلك الصحف كان موجهًا من أساسه إلى مقاومة النظام الحاكم في الشمال، إلا أن قضية جنوب اليمن كانت دائمًا تحتل مساحات واسعة من صفحات تلك الصحف، مؤكدًا على دور صحيفة "العامل" الناطقة باسم المؤتمر العمالي في عدن، والتي تعبر عن تطلعات طائفة من الحركة الوطنية اليمنية. ويرى أن الصحف التي كانت تصدر في عموم اليمن على اختلافها في الرؤية والتناول، فإن المسألة اليمنية كان لها نصيب الأسد في عناوينها وأعمدتها الرئيسية، ويرى أن القوى التي رفعت شعارات انفصالية ومناطقية لم تتنكر للواقع. وحقيقة الأمر، فإن "الرابطة"، وهي الحركة الأم، وخرجت منها الاتجاهات القومية، "البعث"، و"حركة القوميين العرب"، والتيار الماركسي- جماعة المفكر العربي الكبير عبدالله عبدالرزاق باذيب– "اتحاد الشعب الديمقراطي" فيما بعد- كان رهانها على دولة باسم الجنوب العربي، وهو الشعار الذي تتبناه الحركات الانفصالية اليوم. أما تيار "عدن للعدنيين" والذي قاده الأستاذ والليبرالي والمفكر الكبير محمد علي لقمان، فكان الشعار موجهًا ضد نهج الاستعمار في منح الوظائف لأبناء "الكمنولث"، وحرمان أبناء الشمال والمحميات منها، والتعامل معهم كأجانب. [الكاتب]، وكان الاتجاه منح عدن الحكم الذاتي.
يتناول الدكتور محمد عبدالجبار الصحف العدنية الصادرة قبل الثورة اليمنية سبتمبر وأكتوبر: "فتاة الجزيرة"، "الأفكار"، "صوت اليمن"، "المستقبل"، "الذكرى"، "النهضة"، "الفضول"، "الجنوب العربي"، "القلم العدني"، "البعث"، "الفكر"، "القات"، "العامل"، "اليقظة"، "الأيام"، "الكفاح"، "الزمان"، "الحقيقة"، "النور"، و"الفجر"، وغيرها من الصحف العديدة التي صدرت في عدن، كما يتناول الصحف الصادرة في الشمال: "الإيمان"، "سبأ"، "النصر"، كما يشير إلى "الحكمة"، و"الطليعة".
لا يشير الدكتور محمد إلى الصحف الصادرة في حضرموت، ولا الصحف الصادرة في المَهاجر الحضرمية، وهي تزيد عن أربعين صحيفة في أندونيسيا، وماليزيا، وسنغفورة، والهند. [الكاتب]. ويذكر في أطروحته صحيفة "السلام" بدون تناول، كما يشير أيضًا إلى الصحف الصادرة في مصر المؤيدة للأحرار: "الرابطة العربية"، و"الشورى"، وكذا "الصداقة" الناطقة بلسان الأحرار.
 يقسم الباحث الفترة الزمنية إلى فترتين، تبدأ الأولى من تسلّم الإمام يحيى مقاليد الحكم في المتوكلية اليمنية عقب خروج الأتراك من اليمن 1918، مارًا على أوضاع الجنوب في الفترة إياها، أما الفترة الثانية، فتبدأ من فشل حركة 1948، وما أعقبها، ويتناول فترة ما بعد 48، وبروز دور الثورات الوطنية، وحركات التحرر الوطني، وتراجع الدور البريطاني عالميًا.
تشمل الرسالة على مقدمة، وخاتمة، وأربعة أبواب. فالباب الأول مكرس لتحليل الصحافة الدورية من العشرينيات وحتى خمسينيات القرن العشرين الماضي، ويضم ثلاثة فصول. أما الباب الثاني، فيكرس للنضال من أجل بناء الدولة، ويشتمل على فصلين، والباب الثالث عن دور الصحافة في عِقدي الأربعينات والخمسينات، وفيه فصلان، أما الباب الرابع، فيتناول قضية الوحدة اليمنية، والدراسة غاية في الأهمية؛ لأنها تتتبع الصحافة اليمنية، واتجاهاتها إزاء أهم القضايا وأخطرها.

إقـــرأ المــزيــــد

شكراً لإشتراكك في القائمة البريدية.
نعتذر، حدث خطأ ما! نرجوا المحاولة لاحقاً
English
English