أكّدت الأمم المتحدة أنّ أكثر من 21 مليون شخص في اليمن، بحاجة إلى المساعدة والحماية، ما يمثّل ثلثي عدد الأطفال والنساء والرجال اليمنيّين.
وقالت المنظمة الأممية إنّ الاحتياجات الإنسانية مستمرّة في الارتفاع، في حين أنّ الوصول مقيد، والتمويل يتضاءل بشكلٍ دائم، داعيةً جميع أطراف النزاع إلى تسهيل المرور الآمن والسريع ودون عوائق للإغاثة الإنسانية لجميع المدنيّين المحتاجين، بما يتماشى مع التزاماتها بموجب القانون الإنساني الدولي.
وأطلق الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش، نداء للاستجابة للأزمة الإنسانية في اليمن، بقيمة 4.3 مليار دولار لدعم 17.3 مليون شخص من أكثر السكان ضعفًا، وحماية المكاسب التي "لا تزال هشّة".
وأشار غوتيريش إلى أنّ المساعدات التي قدّمتها الدول العامَ الماضي، ساهمت في خفض عدد السكان الذين يعانون من الجوع الحادّ بحوالي مليوني شخص، كما لم يبقَ أحدٌ تقريبًا على حافة المجاعة بعدما وصل عددهم إلى ما يزيد على 150 ألف شخص.
الهدنة حقّقت مكاسبَ حقيقيّة للشعب اليمنيّ بعد سنوات من الموت والنزوح والدمار والمجاعة والمعاناة، على الرغم من أنّها انقضت بعد ستة أشهر فقط، بينما لا تزال أحكامها الرئيسية سارية.
وتحذّر المنظمة الأممية من تضاؤل الدعم وعدم توفّره لتغطية خطة الاستجابة للأزمة الإنسانية، وهو ما لم يتم في المؤتمر الأخير للمانحين الذي استضافته السويد نهاية فبراير/ شباط الماضي 2023، الأمر الذي قد يدفع وكالات الإغاثة إلى تقليص البرامج أو تعليقها، ممّا سينجم عنه تكلفة بشرية فادحة.
تغيير المسار
أقرّ غوتيريش بأنّ الاحتياجات الإنسانية في جميع أنحاء العالم، "في أعلى مستوى على الإطلاق" وأنّ الموارد تستنفد، لكنه قال: "أعلم أيضًا أنّ دعمكم يمكن أن يكون الفارق بين الحياة والموت".
وعلى الرغم من أهميتها، شدّد الأمين العام للأمم المتحدة، على أنّ المساعدة الإنسانية هي "دواء مُسكّن"، ولا يمكن لها أن تنهي الصراعات.
وبعد سبع مؤتمرات مماثلة للمانحين، آنَ الأوان لتأمين الطريق الموثوق لخروج الشعب اليمنيّ من الصراع الدائم، إذ يؤكّد غوتيريش أنّ اليمنيّين يستحقون الفرصة لإعادة بناء مجتمعاتهم وبلادهم.
وترى الأمم المتحدة أنّ هناك فرصة حقيقية هذا العام لتغيير مسار اليمن والمُضيّ قُدمًا نحو إرساء السلام، من خلال تجديد الهدنة وتوسيع نطاقها، إضافة إلى دفع عجلة العملية السياسية من خلال استثمارات مطّردة واسعة النطاق في الاقتصاد اليمنيّ لاستعادة الخدمات الأساسية، وبناء القدرة على الصمود على المدى الطويل.
الأمل بالسلام
بحسب الأمم المتحدة، فإنّ الهدنة حقّقت مكاسبَ حقيقية للشعب اليمنيّ بعد سنوات من الموت والنزوح والدمار والمجاعة والمعاناة، على الرغم من أنّها انقضت بعد ستة أشهر فقط، بينما لا تزال أحكامها الرئيسية سارية، يواجه الاقتصاد صعوبات هائلة، فيما تتعرض الخدمات الأساسية لخطر الانهيار.
ويقول وكيل الأمين العام للأمم المتحدة للشؤون الإنسانية، مارتن غريفيثس؛ إنّه وسط الدمار المتراكم من سنوات الحرب، شهدت البلاد العامَ الماضي، بصيصًا من الأمل، بما في ذلك من خلال الهدنة التي تم الاتفاق عليها في أبريل/ نيسان العام الماضي 2022.
وينوّه غريفيثس أنّ الأزمة اليمنية استمرّت لفترة طويلة للغاية، حيث "عاقبت ملايين الأبرياء الذين لم يرغبوا بها في المقام الأول والذين يستحقون أفضل من ذلك بكثير".
وارتفعت مؤخّرًا وتيرة الجهود المكثفة لتجديد وتوسيع وتوطيد تلك الهدنة، بهدف مساعدة اليمن على التحرك نحو السلام.
ويرى المبعوث الأممي الخاص لليمن هانس غروندبرغ، أنّ السلام، كما في أيّ مكان آخر، أعظمُ هدية يمكن أن تُمنح للشعب اليمني، مضيفًا: "نأمل الآن أن يكون أقربَ من أيّ وقتٍ مضى".