هناك لحظات فارقة واستثنائية في حياة المرء، يكون فيها في لحظة امتحان ذاتي عسير مع (أناه) الداخلية، مع الإنسان الذي يكمن بداخله وقيمه التي تجذرت فيه بفعل إنسانيته التي قد تكون في حالة مفارقة حادة مع القيم العليا المجردة، مثل قيمة الوطن، سواء كانت للوطنيين بالدفاع عن سيادته وكرامته وأخذ الحق المسلوب بالثورة والكفاح بكافة أشكاله السلمية أو بالنضال المسلح من جهة، أو للمستعمرين بالدفاع عن المصالح الإمبراطورية والمثل العليا وشرف الذود عن العلم الوطني أينما حل في الوطن المحلي أو الوطن الإمبراطوري في الخارج وما درج على تسميته بالمستعمرات.
فشرف حماية الوطن قد يختلف معناها من أحد لآخر؛ فالأول يجد مصداقيته في البحث عن استقلال وطني ناجز، والآخر يجده في حماية مصالح الوطن أينما وجدت ولا يفقه التصنيف السياسي، أكان المسمى احتلال الآخر استعمارًا أو صكوك حماية أو تبشيرًا دينيًّا أو نشرًا حضاريًّا.
لذا في لحظة تاريخية لوطن يرزح تحت سلطة أجنبي، يرى الأول أنه صاحب أحقية كفاحية ونضالية ضد ذلك المسمى (مستعمِر) بكسر الميم، والآخر يرى أنه يدافع عن المصالح العليا والمثل الإمبراطورية وحضارة الوطن الأم. فيكون الأول مناضلًا أو مكافحًا بالسلم أو الحرب، وفي أقصى حالاته فدائيًّا مثلًا.
أما الآخر فهو عسكري أو سياسي يدافع عن مصالح الوطن الأم متمثلة في القيم الإمبراطورية أو تقاليد الكنيسة أو النقل الحضاري، وفي أدنى حالاتها الدفاع عن الملك أو الملكة كممثلة الحكم السياسي وحامية الكنيسة والعلم .
هذا تصنيف حيادي لما يراه الطرفان من أحقية تجعلهما قابعين وسط معركة إجبارية.
أسوق هذه المقدمة وأنا أتملى الذاكرة الشخصية وهي تستعيد أحداثًا من زمن طفولتي التي عشتها في عدن بحارة الهاشمي في مدينة الشيخ عثمان التي كان يطلق عليها تمثلًا بـ(فيتنام الجنوب) في أعوام الكفاح المسلح وأنا بين أعوام السادسة حتى العاشرة ربيعًا (1963-1967م) بين لعلعة السلاح بمختلف أنواعه، الخفيف والمتوسط، وبين دخان المعارك التي تنشب هنا أو هناك بين الفدائيين وجنود الاستعمار البريطاني المحتل.
هنالك أحداثٌ وذكريات تستحق الاستعادة من ذلك الزمن الشقي المختلط بأزيز الرصاص ورائحة البارود، بجثث قتلى ورائحة الدم، وفي هذا الخضم يستحيل أن تجد مكانًا لاستعادة الهدوء النفسي والتشخيص المعرفي لما صار وما كان إلا اللمم منه.
وهذه المرحلة في إضبارة حياتي الشخصية تمثل قصة من عدة فصول أو عدة قصص، لكل واحدة منها أحقية الرواية.
فليس كل أطفال العالم يقضون طفولتهم بين لعلعة السلاح ودخان المعارك، ويعانون الخوف الطفولي مع كل طلقة رصاص أو انفجار لغم، أو ينتابه الرعب من مشهد قتيل وفي صدغه نافورة دم.
كل تلك المشاهد استثنائية الحضور في حياة طفل مثلي مقارنة بطفل منعم ومرفه بدولة تنعم بأمن وأمان ولم يسبق أن استعمرت من قبل، ولا يعاني من مقابلة وجه عسكري أجنبي أحمر اللون يمر في دورية عسكرية في شارعه.
صحيح في طفولة كهذه لا تنعم بأفضلية العلم بالأشياء والأحداث إلا من منظور طفولي مندهش أو خائف مما يجري، إلا قليلًا من فطرة المعرفة والتعلم البدائي من البيت ومن أقرانك أطفال الشارع، وتحذير الأم من الاقتراب من الجنود والعسكر، أو عبر قراءة المنشورات السرية للفدائيين لنساء الحارة وعجائزها بلغة متلججة، عن عمليات الفدائيين والكفاح المسلح، وغيرها من مفردات تلك المرحلة.
وهذه جميعها كانت واحدة من أساليب التعلم للطفل الذي كنته، مع الشعور الداخلي أن هذا العسكري الأجنبي ذا الوجه والبشرة الحمراء هو دخيل على أرضه ويزيد على شعور هذا الطفل الذي كنته رهبة أنه مدجج بالسلاح ويبحث عن بني جلدتك ليقتلهم.
هذه هي مفردات المواجهة الحضارية والإنسانية بين ذاك الطفل وبين المشهد الاستعماري الأجنبي على الأرض والحياة المعاشة في البيت والشارع والمدرسة والمسجد، وهي مصدر كل تعاطف طفولي بريء مع أشكال المقاومة السلمية كالمظاهرات والعصيان المدني، أو التعايش مع كل أحداث المقاومة المسلحة وتداعياتها كحظر التجوال ومشهد المداهمات للمنازل والمحلات أو إقامة معسكرات الاعتقال للمواطنين بعد كل عملية فدائية .
تتحرك ذاكرتنا وردود أفعالنا ومعايشتنا للحياة اليومية حينها من هذا المنطلق الواعي وعيًا طفوليًّا حماسيًّا للأحداث ومن مواقف تختلط فيها الرؤية والوعي بها كأنها مشاهدة تلفاز حي على الواقع بما فيه من أكشن وأحداث، وأنت الطفل كنت فيه أحد أبطال هذا المشهد.
خصوصًا وأن التلفزيون الذي أدخله المستعمر البريطاني إلى عدن لغرض التسلية وحرف المسار عن الوعي بالأحداث الجارية كان فيه من المسلسلات والأفلام الأجنبية التي تحوي المعارك، مثل مسلسلات البونانزا، وأرض المعارك، والقديس ديسنت وغيرها، فيختلط مشهد البندقية وأزيز الرصاص لديك بين حالتين تصورية للمشهد التلفازي وحالة واقعية في الحياة أنت تشهدها معركة على الأرض ضد دورية عسكرية إنجليزية أو جنود راجلين وما شابه.
القيمة المعرفية التي تكونت للطفل الذي كنته يومذاك، حماسية بالمطلق في صف الفدائي ضد الإنجليزي، ومع التظاهرة الشعبية وهي ترفع صور الزعيم القومي جمال عبدالناصر، وشعارات نتهجاها كلمة كلمة من الجداريات المنقوش عليها أحرف إنجليزية (NLF- FLOSY) اللتان تعنيان الجبهتين القومية والتحرير وحفظناهما حفظًا فجًّا.
ولا أنسى أن ذلك الطفل رأى جثثًا وتدفقًا للدم، لضحايا معارك أو تصفيات بينية بين الفدائيين والعملاء، فيهرب خائفًا مرتجفًا إلى أمه التي تحضنه بقوة وتملأ فمه بعشبتي الكمون والشمار مع كاس الماء البارد لترتد روحه من هول الفجعة التي قد تصيبه بمرض الصفار وغيره، وهي تنهره بالتذكير له بمخالفته أوامرها بعدم الابتعاد عن المنزل والحافة (الحارة).
ولكن الأم لم تدرك أن القتيل هو جارنا الذي قتله الثوار أمام منزله المجاور لنا لأنه كان يشتغل عميلًا للإنجليز ويبلغ عن أسماء وتحركات الثوار للمخابرات البريطانية، وهو من أولئك الذين يظهرون مقنعين في كل تجمع للاعتقال بحثًا عن الفدائيين.
الذاكرة الطفولية مليئة بالأحداث والصور تمر أمامك سريعًا مرّ السحاب، وبفعل الزمن سقطت منها تفصيلات بسبب النسيان أو ذاكرة مثقوبة بأحداث دامية جمة حدثت من بعد أكثر من قبل.
ولكنّ هنالك أحداثًا وذكريات تستحق الاستعادة من ذلك الزمن الشقي المختلط بأزيز الرصاص ورائحة البارود، بجثث قتلى ورائحة الدم، وفي هذا الخضم يستحيل أن تجد مكانًا لاستعادة الهدوء النفسي والتشخيص المعرفي لما صار وما كان إلا اللمم منه.
وهأنذا سأختار منه بكل حيادية مشهدين علقا في الذاكرة وخرجا عن السياق السائد آنذاك، ألا وهو العنف الناتج بين طرفي النزاع: الفدائي المقاتل من أجل تحرير أرضه من الاستعمار، والعسكري الإنجليزي الذي يقاوم الإرهاب (حد زعمه) في عدن، إحدى مستعمرات الإمبراطورية البريطانية التي لا تغيب عنها الشمس!
والهدف الذي أرجو منه هو التقاط لحظة إنسانية عابرة كانت خارجة عن سياق العنف والعنف المضاد، بعيدًا عن كل مسميات المشروعية، سواء كانت النضال والكفاح الذي ينتهجها أبناء الوطن المحتل، أو مشروعية الدفاع عن مصالح الإمبراطورية العظمى، المستعمر الأجنبي.
إنها لحظة إنسانية فقط! وتستحق أن تخرج من قمم الذاكرة إلى مختبر التحليل والجدال.
قصتان من زمن الكفاح المسلح
في جعبة ذاكرتي قصتان من زمن الكفاح المسلح ضد الاستعمار البريطاني، لا يمت بينهما من رابط سوى الجانب التربوي والقيمي الذي يتجلى في مخزون الإنسان بالعموم في أدق وأصعب لحظاته الجبرية التي تجبره أن يختار بين أمرين؛ إما خيانة إنسانيته، أو الاحتفاظ بها، بل وممارستها عيانًا حتى لو كانت على حساب التضحية بروحك وتعريضها للهلاك ولكن من دون تقديم أي عربون لإسقاط الإنسان الذي فيك.
والحادثتان وقعتا في الستينيات من القرن الماضي بين عامي 1964م و1967م، أيام الاستعمار البريطاني في عدن، التي كانت مشتعلة في حرب ضروس بين عمليات فدائية يقوم بها الفدائيون وبين جنود المستعمر البريطاني الذين يواجهون هذه العمليات بالرد العسكري أو الاعتقال والسجن.
الحادثة الأولى:
هي حادثة استشهاد الفدائي الرياضي محمد علي الحبيشي في 4 ديسمبر 1964، الذي أصبح استاد الحبيشي الرياضي باسمه تخليدًا له، فالشهيد الحبيشي كلف بالقيام بعملية فدائية في منطقة الخساف بكريتر، برمي قنبلة يدوية على حافلة عسكرية إنجليزية قادمة من خط العقبة، حيث تمركز الشهيد في زاوية جبل الخساف في انتظار الحافلة التي تقل الجنود، وفي لحظة وصولها إلى بوابة عقبة كريتر كان الحبيشي لها بالمرصاد، حيث قام بفتح أمان القنبلة لرميها على الحافلة العسكرية، وفي لحظة انشغاله بفتح أمان القنبلة تأتي إلى مسامعه أصوات أطفال إنجليز من الحافلة.
وفي برهة خاطفة يكتشف أن الحافلة لأطفال إنجليز، وليست لجنود كما كان مقررًا، وفي ثوانٍ يقف الفدائي المطلوب منه قتل الجنود ليصطدم بأن المستهدفين أطفال وليسوا جنودًا، أبقى الحبيشي قنبلته المفتوحة الأمان في يده، وشلت قدرته على إكمال المهمة الفدائية وتعطل لديه كل إمكانات التفكير حتى انفجرت القنبلة بين يديه، ووقع قتيلًا على الأرض مضرجًا بدمائه، ومرت حافلة الأطفال الإنجليز، أبناء العسكر البريطانيين، بأمان وسلام، فيما سقط الحبيشي شهيدًا، وأبت نفسه قتل الأطفال؛ لأن مهمته الفدائية كانت ضد جنود إنجليز وليس ضد أطفال إنجليز، ولو كانوا هم أبناء الجنود المحتلين بلاده.
شلت إرادة الفدائي الشهم من أن يقتل أطفالًا كانوا أبناء أعدائه، وفي لحظة ارتباك وخيار صعب بين أن ينفذ المهمة وينجو بنفسه وبين تأنيب الضمير بقتل أطفال لا ذنب لهم سوى أنهم أبناء وأطفال الجنود المستعمرين وبين أن ينفذ المهمة الفدائية، اختار الخيار الأصعب؛ ألا يكون خائنًا لإنسانيته فدفع روحه ثمنًا لهذا الموقف الاستثنائي، فصار شهيدًا في لحظة خيار صعب مع الإنسان الذي بداخله والقيم الإنسانية التي تملكت إرادته، فشلتها من أن تكون خائنة لها.
الحادثة الثانية:
فحواها مغاير للقصة الأولى، ولكنها تلتقي معها في الخيار الإنساني الصعب، وملخصها:
كنا أنا وأخي فؤاد الذي يصغرني بسنتين أطفالًا نلعب في الحافة (الحارة)، وهي إحدى حارات الهاشمي بالشيخ عثمان، وفجأة نسمع دوي انفجار، علمنا فيما بعد أنه استهداف لدورية إنجليزية محملة بالجنود بلغم أرضي، قتل وجرح فيها عدد من الجنود.
تصوري عن لحظة استشهاد الحبيشي هي الأروع فيما قرأت أو علمت بها، وتمثل ذكرى وتذكارًا ربما لا يمكن نسيانها عبر التاريخ وتستحق أن تدرس في مناهج الأجيال، إلا أن منظر الجندي وهو يحمل أخي على كتفيه تحتاج لتفسير إنساني.
أما نحن الذين كنا نلعب ونلهو وسط الحافة، فقد أعطينا للريح أرجلنا كعادتنا في كل تفجير، ولم أجد نفسي إلا وأنا أدق باب البيت وتستقبلني أمي بالقول:
- فين أخوك فؤاد؟
همست وفرائصي ترتعد :
- لا أدري!
أغلق الجنود الإنجليز الحافة من جانبيها بالشبك المعدني المدور، وإقفالها منعًا لأي دخول أو خروج منها، فيما أصوات الجنود تزمجر هنا وهناك في حملة اعتقالات عشوائية للمواطنين.
وبقيت أمي ترقب وصول ابنها من فتحة الباب، ومرّ الوقت ثقيلًا عليها وهي لا تدري ما تفعل، هل تخرج للبحث عن ولدها أم تسلم أمرها لله؟
الوقت يمر بطيئًا بينما الجنود الإنجليز يحتلون سقوف المنازل ويقتحمون البيوت بحثًا عن الفدائيين المنفذين للعملية، وأمي قلبها على فؤاد الذي شرد عنا، وفي كل مرة تلومني أنني تركت أخي الصغير وجئتُ وحدي.
بينما قلب الأم على نار، كان باب بيتنا الخشبي يرتج من دقات عصبية وصوت جندي يزمجر من ورائه:
- هاي جون!
قالت أمي: جاؤوا ليعتقلوا خالكم. وكان خالي سعيد شابًا يسكن مع أخته الأرملة.
ومع اشتداد الضربات على الباب والخوف من أن يطلقوا النار عليه، هبت مسرعة لتفتح الباب تحت أي ظرف يكون حتى لا تأخذها الشبهة بإيواء أي فدائي.
وما أن فتحت الباب حتى شهقت بأعلى صوتها:
- فؤاد !
واختطفت ابنها من فوق كتفي الجندي بلهفة وبلا خوف.
وبحسب رواية أخي الصغير فؤاد، أنه شرد عنا وظل يسير من حافة إلى حافة باكيًا، حتى التقطه الضابط الإنجليزي وحمله على كتفيه، وأخي فؤاد من فوقه يؤشر له على الحافة ثم البيت والضابط يتبع تأشيراته حتى أوصله إلى البيت المقصود.
المعنى أن الجندي في هذه اللحظة الصعبة التي قتل فيها جنود زملاء له، وفي مهمة حصار للحوافي (الحارات) بحثًا عن منفذي العمليات (الإرهابية) ومشاركته في حملة الاعتقالات العشوائية للمواطنين، في هذا الجو العدائي لهذا الضابط الشاب، يسمح لنفسه أن يترك مهمته القتالية لينفذ مهمة إنسانية لطفل باكٍ في الشارع الخالي إلا من العسكر الإنجليز، وقد ضل عن الوصول إلى بيته، فيتفرغ هو بهذه المهمة .
تقول أمي: رأيت "فؤاد" على كتفي العسكري وهو يتخاطب معه بلغة الإشارة مؤشرًا على الباب.
كم مؤثر أن ترى أخاك يقفز من فوق ظهر الإنجليزي فرحًا، والأكثر إثارة أن يستيقظ الإنسان من تحت بذلة العسكري المحتل ليمارس مهمة إنقاذ طفل ضائع.
لا شك أن بين الروايتين ثمة إنسان وقيم إنسانية تتحرك في الفدائي التي شلت إرادته عن قتل الأطفال ولو كانوا أبناء العدو المحتل، فسقط شهيد أخلاقياته التي لا تسمح له بأن يرتكب جريمة بحق أطفال أبرياء.
وبالمقابل في الطرف الآخر ومن معسكر العدو المحتل، يتفرغ العسكري الشاب لحمل طفل ضائع على كتفيه ويمر به مسافة خطرة على روحه، وفي لحظة عصيبة عليه وعلى زملائه الجنود الذين لا يدركون في حالة عصيبة بعد التفجير ما هو أولى: تنفيذ المهمة العسكرية أم المهمة الإنسانية لطفل ضائع.
صورة الجندي الإنجليزي بكوفيته الخضراء حاملًا أخي الصغير (فؤاد) فوق كتفيه ورجلاه متدليتان فوق رتبته العسكرية، إحدى الصور الثابتة في الذاكرة.
ولربما تصوري عن لحظة استشهاد الحبيشي هي الأروع فيما قرأت أو علمت بها، وتمثل ذكرى وتذكارًا ربما لا يمكن نسيانها عبر التاريخ وتستحق أن تدرس في مناهج الأجيال، إلا أن منظر الجندي وهو يحمل أخي على كتفيه تحتاج لتفسير إنساني.
هذه ليس دعاية للمستعمر، وإنما تشخيص لحالة منفردة غلبتها الإنسانية عن مهمتها الاستعمارية البغيضة. فكم أطفال أعدمهم وقتلهم الاستعمار الأوروبي والأمريكي في أفريقيا وآسيا، وماذا عن أطفال فلسطين!
هذه حقيقة عن جرائم الاستعمار.
إنما الخلاصة: حين ينتصر الإنسان بداخلك، تستعد للانتشاء بلحظة نصر وانتصار حقيقين:
أن تخرج من ركام الحرب المدمرة سالمًا من أذى الروح، وغانمًا كل قيم الحياة والإنسانية.