طريق الكدحة - المخا

منفذ جديد سيخفف من حصار تعز
سهيل الشارحي
December 28, 2023

طريق الكدحة - المخا

منفذ جديد سيخفف من حصار تعز
سهيل الشارحي
December 28, 2023
.

ثماني سنوات قاسية مرت على سكان مدينة تعز، وها هي سنة تاسعة تتبعها، وملف فتح الطرق الرئيسية من وإلى المحافظة يُرَحّل من جولة إلى أخرى، بعد إصرار الطرف المُحاصِر (الحوثيين) على نقله من الشق الإنساني إلى الشق العسكري في كل جولات التشاور بين أطراف النزاع التي تتم برعاية أممية ووساطة إقليمية.

الوصول إلى مدينة تعز وأطرافها الجنوبية والغربية بات شاقًّا أمام المسافرين، ويستغرق ساعات طويلة بسبب عبورهم طرق جبلية ضيقة ووعرة وبعيدة، تكثر فيها المخاطر والحوادث، بعد أن كان الوصول لا يستغرق غير دقائق معدودات من ضاحية الحوبان إلى قلب المدينة.

طرق بديلة للمنفذ الغربي

من بين المنافذ البرية الهامّة لمحافظة تعز، قبل مرحلة الحرب والحصار، كان المنفذ الغربي الذي يربط مركز المحافظة (تعز) بمديرية المخا الساحلية ومحيطها على البحر الأحمر وباب المندب، وهو الجزء الهامّ من الطريق الذي يربطها بمحافظة الحديدة أيضًا، ويمر عبر منطقة البرح، وبعد إغلاق هذا الطريق في العام 2017، صار الوصول إلى المدينة من مناطق الساحل الغربي يتم عبر طرق بديلة، صعبًا للغاية، ويستغرق ثماني ساعات كاملة بعد أن كانت المسافة بين المدينة والمخا تُقطع في ساعة ونصف فقط، وتقطع إلى الحديدة في أربع ساعات. 

يقول عبدالعزيز الحبشي، أحد سائقي المركبات: "خلال الفترة الماضية كنا نسلك طرقًا فرعية معظمها جبلية لتوصيل المسافرين من المناطق الساحلية إلى مدينة تعز والعكس، وذلك عبر طريق الصافية مرورًا بمنطقة بني عمر وجبل راسن بمديرية الوازعية وصولًا إلى المخا، وإن تلك الطريق غير مهيَّأة لمرور السيارات والمركبات عليها؛ لأن أغلبها جبالٌ وعرة وشاقة، وتتسبب بحوادث بين الحين والآخر للمسافرين ووسائل النقل.

الطريق سيكون من أهم الطرق التي تغطي احتياجات أربعة ملايين من أبناء المحافظة، خاصة في حال افتتح مطار المخا ومعه الميناء التجاري، بل وستساهم هذه الطريق في إنعاش الحياة الاقتصادية في المخا ومدينة تعز.

تخفيف المعاناة

ولتخفيف معاناة المسافرين المتنقلين من المناطق الساحلية الغربية إلى المدينة والعكس، تم شق طريق الكدحة - البيرين في أكتوبر 2022، ويصل طولها إلى أكثر من 14 كيلو متًرا، وبتكلفة ثمانية ملايين دولار.

يقول عبدالله الأزرق، أحد المقاولين في المشروع، أنّ طريق الكدحة ستسهل عملية تنقل المسافرين، بل وتعد أحد المنافذ الهامة للمحافظة، وهي أكثر أمانًا من طرق أخرى كطريق هيجة العبد التي تعتبر من أخطر الطرق. الأزرق أوضح أيضًا، أنّ مشروع شق الطريق هو تسهيل دخول المواد الغذائية والمشتقات النفطية إلى المدينة المحاصرة.

معاذ الشرعبي، مهندس في مشروع شق طريق الكدحة البيرين، يقول إنّ المشروع شمل شق طريق تصل إلى 14 كيلو مترًا وبناء قنوات لتصريف مياه الأمطار (بناء عبَّارات)، مؤكّدًا أنّ هذه المرحلة قد تم الانتهاء منها، وانتقل فريق العمل إلى مرحلة تسوية الطريق والسلفتة.

وأشار المهندس معاذ، إلى أنّ عملية السفلتة بدأت من نهاية الأسفلت القديم في منطقة العفيرة حتى جبل الكرة في منطقة الكدحة، التي تقدّر بأكثر من 6 كيلو مترات، مضيفًا أنّ إجمالي ما تم سفلتته حتى الآن يصل إلى 10 كيلو مترات.

الشرعبي أوضح أنّ هذه الطريق ستكون من أهم الطرق التي تغطي احتياجات أربعة ملايين من أبناء المحافظة، خاصة في حال افتُتِح مطار المخا ومعه الميناء التجاري، بل وستساهم هذه الطريق في إنعاش الحياة الاقتصادية في المخا ومدينة تعز.

أعمال شق وتوسعة طريق الكدحة-تعز

إقبال كبير 

ومنذُ تدشين المشروع، شهدت طريق الكدحة إقبالًا كبيرًا من سائقي المركبات لنقل المسافرين، وكذلك المواد الغذائية ومشتقات النفط، من مدينة عدن عبر الطريق الساحلي إلى المخا، وصولًا إلى تعز، بدلًا من طريق هيجة العبد الخطرة والأكثر كلفة.

سيف قحطان، أحد سائقي المركبات الثقيلة، يقول إنّ طريق الكدحة تعد من أفضل الطرق؛ لأنها مريحة في السير عليها، قليلة المخاطر والانحدارات، مقارنة بطريق هيجة العبد التي تعد من أكثر الطرق التواء وانحدارًا في الوقت نفسه.

فارس علي، أحد المسافرين إلى مدينة المخا، يقول إن الطريق ساهمت في تخفيف معاناته الخاصة، موضحًا: "أنا أعمل في مدينة المخا، وقبل افتتاح طريق الكدحة كنت أسافر في الثلاثة الأشهر مرة فقط، أما الآن فأسافر نهاية كل أسبوع؛ لأن المسافة من المخا إلى مدينة تعز لا تتجاوز أربع ساعات في أكثر التقديرات".

سفلتة طريق الكدحة- المخا-تعز

أسباب التأخر

كان من المتوقع إنجاز مشروع طريق الكدحة، وتسليمه في يونيو 2023، لكن هناك عوائق وصعوبات جابهت العمل، إلى جانب إدخال تعديلات في مسار الطريق، حالت جميعها دون إنجاز المشروع وتسليمه في الموعد المحدد.

وعن هذه العوائق والصعوبات التي أخرت إنجاز المشروع، يقول نشوان محمد -أحد العمال في الطريق- إنّ الأمطار الموسمية كانت من أبرز المشاكل التي واجهتنا أثناء العمل؛ لأنها كانت تجرف كل ما يتم إنجازه، وأخّرت في الوقت ذاته إنشاء العبَّارات (ممرات تصرف السيول من الطرق).

فيما أرجع منير الحوباني -وهو مسؤول الحركة في المشروع- أسباب تأخير إنجاز المشروع إلى الاستهداف المتكرر بقذائف الهاون من قبل مسلحي جماعة الحوثي لمناطق العمل، مشيرًا إلى أنه في كل عملية استهداف كان يتم توقف العمل في المنطقة المستهدفة إلى أكثر من أسبوع.

وضع مادة الإسفلت في طريق الكدحة-الرابط بين مدينة المخا وتعز

معاذ الشرعبي المهندس الاستشاري في المشروع، أضاف سببًا ثالثًا لتأخير إنجاز المشروع، وهو وجود صعوبات فنية في مناطق العمل، مشيرًا إلى أنّ القطع الصخرية الكبيرة التي يصل بعضها إلى 200 ألف متر مكعب، أخّرت إتمام المشروع في الفترة المتوقعة. مضيفًا أنّ القائمين على العمل حاليًّا يستخدمون منظومة تفجير وفق إجراءات آمنة تحفظ حياة العمال والمسافرين، وذلك من أجل تفتيت الصخور.

ولفت الشرعبي، إلى أنّه بعد عملية الفحص والدراسات المتكررة على الطريق، تم تغيير مسار الطريق من ممرات السيول إلى مواضع في الجبال، ولأنّ الطريق أو القاعدة الأساسية للطريق السليم هو الجبل ذاته، كانت عملية تغيير الطريق إلى المناطق الجبلية شاقة، أخذت بدورها وقتًا وجهدًا كبيرين من فريق العمل، ليتم في نهاية المطاف إنجازه.

الشرعبي أوضح أنّ عملية إدخال تعديلات واردة على أي المشروع، وتصب في المصلحة العامة، وتتم بموافقة الجميع، من خلال استخدام معايير قوية تسهم في توفير طريق آمنة تخدم المستفيدين من أبناء تعز والمنفذ الغربي بصورة متكاملة، وذلك من أجل توفير طريق قوية الصلابة؛ لأنّ هذه الطريق تعدّ إحدى الطرق الرئيسية للمدينة، وستسير عليها المركبات كبيرة الحجم وثقيلة الوزن.

الطريق إجمالًا

في انطباعات عن نشرها قبل أيام، قال الزميل عبدالحكيم هلال في صفحته، عن الطريق إجمالًا: "طريق (البيرين – الكدحة – المخا)؛ البالغة -بحسب عداد السيارة- 120 كيلومترًا، تقريبًا، استغرقت منا ثلاث ساعات، معظمها منعطفات والتواءات مكثفة، تتناوب على مسافات صغيرة ومتقاربة، حتى منتصفها تقريبًا، لتستوي في نصفها الثاني، ولكن مع طريق معظمها قديمة ومطرزة بالحفر المتقاربة المسافات! 

وبشكل عام، يمكنني تقديم ملخصٍ تقديريّ لمن يسألونني عن تفاصيل الطريق البديلة، على النحو التالي:

 - 70٪ هي النسبة الإجمالية من هذه الطريق، تعتبر "مناسبة"؛ أي إنّها صالحة للعبور بدون مشاكل كبيرة ومؤثرة، وهي تتناوب بين نسبة عالية من الأسفلت ونسبة أقل من الطريق الترابية.

- و50٪ من هذه النسبة الإجمالية، يمكن اعتبارها "مناسبة جدًّا". 

- ونسبة 25٪ منها "ممتازة"، وهي التي سُفلِتَت حديثًا (طريق الكدحة تحديدًا)".

•••
سهيل الشارحي

إقـــرأ المــزيــــد

شكراً لإشتراكك في القائمة البريدية.
نعتذر، حدث خطأ ما! نرجوا المحاولة لاحقاً
English
English