هي مدينة الشحر، منبع الشعراء والمؤرخين والأدباء، من رحمها خرج الكثير، ومنهم الشاعر والملحن والمنشد محمد محفوظ سكران (الكالف).
وهو من مواليد ١٩٣٥، تلقى تعليمه في عُلمة (كُتَّاب) المعلم/ سالم سعيد باقلاقل، وختم القرآن فيها مثل أقرانه في ذلك الزمن.
عندما بلغ 33 عامًا، ارتبط برباط آل الحبشي بسيئون، حسب وصية والده ليتعلم الإنشاد الديني.
مكث ما يقارب 24 عامًا في كنف آل الحبشي، خاصة العلامة عبدالقادر بن محمد بن علي الحبشي.
- يمتاز بصوته الشجي وتموجات مخارج الأحرف أثناء الإنشاد.
- أنشد الكثير من الأناشيد الصوفية والموشحات الدينية في حضرة آل الحبشي بحوطة سيئون، منها: "إلى طيبة"، و"يا أهل طيبة والبقيع" للشاعر حسين المحضار، و"بانقرع الباب" للحبيب علي بن محمد بن عبدالقادر الحبشي.
سافر إلى دولة الكويت للعمل، حتى عام 1990، ثم إلى سلطنة عمان، ثم عاد إلى سيئون- حضرموت.
عندما بلغ من العمر 57 عامًا، عاد إلى مدينة الشحر، وظلّ مترددًا على سيئون، خاصة أيام "الحُول"، وهي مناسبة دينية تقام في شهر ربيع الآخر من كل عام (سوق تجاري)، يأتي إليه الناس من مختلف مدن محافظة حضرموت ومن دول الجوار، خاصة المغتربين الحضارم؛ إذ تزداد فيه الحركة الشرائية.
تربطه بالشاعر حسين أبي بكر المحضار صداقة حميمية قبل أن يكونا شاعرين.
الكالف لقبٌ له وليس اسمًا.
يعتبر المطرب عوض ميسري من مدينة سيئون، أول من حظيَ بنصيب الأسد بجديد كلماته وألحانه، منها:
١- ما بانساهم.
٢- في حقوق الضيف. وبسبب هذه الأغنية تعرض الشاعر للسجن في زمن الحزب الاشتراكي أو كما قال لي: "كنت في ضيافتهم".
كما غنّى من ألحانه مطربون كثيرون، أمثال:
أبوبكر سالم بالفقيه، "يا حلا بستان"، وعبدالرحمن الحداد، "أهيف لقيته"، ومحفوظ بن بريك، "يكفي من البعد يا زين"، إلى جانب علي العطاس، وسعيد عبدالخير.
وهناك أغنيات من كلماته وألحانه:
١- عندي العيد.
٢- أهيف لقيته.
٣- يكفي من البعد يا زين.
٤- يا حلا بستان، من ألحانه، وغناء أبو بكر بالفقيه.
له من الدواوين:
١- أنين المشتاق، عام 1982، تمت طباعته بدولة الكويت.
٢- أماني المشتاق، عام 2004، صدر عن وزارة الثقافة بالجمهورية اليمنية.
- له ديوانان -مخطوطة- لم تلامس حروفهما ضربات المطبعة؛ المخطوط الأول تسكن بين دفتيه الموشحات الدينية والمرثيات والمدائح النبوية، والمخطوط الثاني ما لم يتضمنها الديوانان (أنين وأماني) من الشعر الغنائي.
في عام 2005، تم تكريمه في مهرجان البلدة مع مجموعة من الفنانين.
قُدّمت له دعوة لحضور مؤتمر في ماليزيا حول (هجرة أبناء حضرموت إلى شرق آسيا، تأثيرهم وتأثرهم) إلا أنّ مرضه حال دون حضوره.
تُوفِّي في ١٨ يناير ٢٠٢٢، ودُفن في مقابر آل الحبشي بسيئون.
لم يُنظم له حفل التأبين، إذ إن ورثته طالبوا فرع مكتب وزارة الثقافة بساحل حضرموت بطباعة الديوانين المخطوطين تكريمًا له.
المصادر:
- لقاء إذاعة سيئون.
- برنامج (زيارة قمتُ بها).