الفرق الموسيقية
بعد قيام ثورة السادس والعشرين من سبتمبر 1962، تفاعلت مدينة الحُديدة بهذا الحدث العظيم، حيث انخرط كثير من أبنائها في الحرس الوطني الذي تشكّل كردِّ فعل على مؤامرات وأد الثورة. ومع الحماس الثوري العام، رأى مجموعةٌ من المثقفين والفنانين تأسيسَ نادٍ للفنّون، ليكون وعاء للنشاط الفنّي في المدينة. وكان عام 1965، موعدَ بداية هذا النشاط، حيث ضمّ النادي الأسماء المؤسسة التالية:
- ياسين باقيس.
- محمود عبدالودود.
- إبراهيم طاهر.
- عبدالغني شوكت.
- عبدالله عباس.
- أحمد عبدالله المروعي.
وبعدَ التأسيس، رأى بعضُ الأعضاء الاستعانةَ ببعض الفعاليات الثقافيّة في الحُديدة. ووقع الاختيار على الفقيدين إبراهيم صادق ومحمد محسن الحيدري. ونظرًا للمكانة الثقافية التي احتلها إبراهيم صادق، فقد وقع الاختيار عليه ليكون رئيسًا للنادي.
وضع رئيس النادي نظامًا أساسيًّا لتنظيم الحياة الداخلية في النادي. شكّل النادي فرقتين:
- فرقة موسيقية.
- فرقة مسرحية.
ولأنني بصدد الحديث عن الحياة الموسيقية في الحُديدة، فسأسلط الضوء على الفرقة الموسيقية التي شكّلها النادي من الفنانين التالية أسماؤهم:
1- دايل علي (عازف كمان).
2- إبراهيم طاهر (عازف عود + ملحن ومغنٍّ).
3- ياسين باقيس (عازف عود + عازف كمان + مغنٍّ).
4- محمود عبدالودود (عازف عود + ملحن ومغنٍّ).
5- سيف صبري (عازف عود + عازف كمان + ملحن ومغنٍّ).
6- صالح بن صالح (عازف كمان + عازف عود + عازف قانون + مغنٍّ).
7- عبدالله سعيد يامي (عازف كمان).
8- مرشد سعيد شمسان (عازف ناي + عازف أكورديون).
9- محمد صغير (عازف إيقاع + مغنٍّ).
10- عبدالوهاب موسى (مغنٍّ).
وبعد فترة انضمّ إلى الفرقة الفنّانان الكبيران صالح عبدالله العنتري وفضل محمد اللحجي، كما ضمّت الفرقة الفنانين أحمد علي أحمد وعبدالملك موسى جيلان. استأجرت الفرقة شقة كبيرة في حارة الترك على نفقة أعضائها، حيث كان الأعضاء يدفعون اشتراكات شهرية لتغذية ميزانية النادي. ومع تنظيم حفلات فنّية في سينما 26 سبتمبر، تعززت الميزانية وباتت قادرة على تزويد الفرقة بالآلات الموسيقية اللازمة. ولأنّ الأسواق المحلية كانت خالية من هذه الآلات، فقد كلف عضو النادي الأخ حسين صيقل بشرائها من القاهرة. ومع الحضور الإيجابي لفرقة النادي الموسيقية فقد تم تكليفها رسميًّا بإحياء حفلات فنّية في المحافظات والمدن التالية: صنعاء، تعز، الحُديدة، إب، ذمار، زبيد، حيس، باجل.
تولت اللجنة العليا للاحتفالات تغطية نفقات تلك الأنشطة التي وصلت قمتها عام 1966م.
والجدير ذكره أنّ هذه الفرقة اشتركت مع الفنّانين الذين كانوا يأتون من عدن لإحياء حفلاتهم في تلك الفترة. وأخص بالذكر هنا الفنانين:
- محمد مرشد ناجي.
- أحمد بن أحمد قاسم.
- فتحية الصغيرة.
- فرسان خليفة.
استمرت الفرقة تزاول نشاطها حتى عام 1967م، حيث انتهت تجربة نادي الفنّون بالحُديدة. ومع ذلك فقد تركت هذه الفرقة أثرًا إيجابيًّا في عقول ونفوس أبناء هذه المدينة الذين ظلوا توّاقين إلى إعادة الكَرة في وقت لاحق.
بعد انتهاء تجربة نادي الفنون بالحديدة، بقي النشاط الفنّي مقتصرًا على حفلات المخادر ومجالس القات التي اعتاد الفنّانون الترددَ إليها لممارسة العزف والغناء. والجدير بالذكر هنا أنّ كثيرًا من البيوت والمبارز كانت أماكن لاستقبال الفنّانين والعازفين. وأتذكر بهذا الصدد، أنّ مبرز عاقل حارة الشحارية أحمد رسمي ومنزل صاحب الذكر الطيب حسن ساجان، في نفس الحارة، كانا مكانين لقضاء أوقات فنّية ممتعة ومفيدة. كان الفنانون يردّدون في هذه الأماكن أغانيَ من التراث اليمني أو ما تواضع الباحثون على تسميته بـ"الغناء التقليدي اليمني"، إلى جانب ما يصل من أغانٍ جديدة كانت تبثّها إذاعة عدن التي عوّدت مستمعيها على بثّ جديدِ أغاني فنّاني عدن ولحج.
في العام 1975م، ظهر على السطح موهوبون عبّروا عن أنفسهم من خلال آلات أخرى إلى جانب آلة العود. ولذلك برزت دعوة من داخل هؤلاء الموهوبين لتشكيل فرقة موسيقية تعيد إلى الواجهة الفنية تلك الحالة التي حقّقتها فرقة نادي الفنون الموسيقية.
وهكذا جاءت فكرة تأسيس فرقة بلقيس الموسيقية. تولّى إدارة الفرقة الفقيد محمد عبدالله سالم. أمّا الأعضاء الآخرون فهم:
- علي أحمد دبع (قائد الفرقة)، ومن بعده أحمد سعيد.
- سالم عبدالله سالم (عازف كمان).
- وحيد عبدالله سالم (عازف إيقاع).
- أحمد حسين سالم (عازف إيقاع).
- صغير قادري (عازف كمان).
- صالح بن صالح (عازف قانون).
- علي بن علي (عازف أكورديون).
- إبراهيم عباس (عازف ناي).
- محمد دوعن (عازف وفنان).
- حسين دوعن (عازف جيتار وفنان).
- قيس هادي محمد (إيقاع).
- أحمد هايل (إيقاع).
- محمد هيجان فتيح (إيقاع).
وإلى جانب العازفين، ضمّت الفرقة الفنانين الآتية أسماؤهم:
- عبدالله المشدلي.
- سليمان سعيد مسلماني.
- علي عبادة حسن.
- صغير قادري.
- سالم بازغة.
- يحيى إسماعيل محمود.
- محمد صغير.
- محمد أحمد اليتيم.
كان مقرّ هذه الفرقة حارة الدهمية، حيث استأجر الأعضاء بيتًا خاصًّا بالفرقة لإجراء التدريبات اليومية. يُذكر أنّ ثمةَ احتفالات نظمتها هذه الفرقة في عدد من دور السينما في محافظة الحُديدة. وفي العام 1979م، توقف نشاط الفرقة، وبات أعضاؤها يزاولون أنشطتهم بشكل فردي أو من خلال لقاءات شبه منتظمة كانت تجرى في مقرٍّ استأجره الفقيد إبراهيم صادق، في حارة الحوك. وفي عام 1982م، أجرت وزارة الإعلام والثقافة لقاءً تأسيسيًّا مع العازفين في الحُديدة. انتهى اللقاء بالموافقة على تشكيل فرقة موسيقية تابعة لمكتب الإعلام والثقافة بالحُديدة. كان الفقيد علي دبع قائدَ هذه الفرقة التي تشكّلت من العازفين الآتية أسماؤهم:
- سلطان سالم سيف (عازف كمان).
- مختار على حسن (عازف كمان).
- محمد عيسى نولي (عازف عود).
- سالم عبدالله سالم (عازف كمان).
- أحمد حسين سالم (عازف عود).
- عيسى هادي محمد (عازف إيقاع).
-وحيد عبدالله سالم (عازف إيقاع).
- محمد هيجان فتيح (عازف إيقاع).
وعندما عدت إلى اليمن من القاهرة بعد إنهاء دراستي في المعهد العالي للموسيقى العربية عام 1983م، توجّهت إلى الوزارة في صنعاء، حيث أبلغت قيادة الوزارة بحصولي على بكالوريوس موسيقى، وأبديت لها رغبتي في العمل. رحّبت الوزارة بذلك، وطرحت عليّ فكرة قيادة الفرقة الموسيقية في الحُديدة. وافقت فورًا على أن أقوم بذلك بعد ترتيب أوضاعي في الحُديدة. وفي عام 1984م، توجهت لمكتب الإعلام والثقافة، وقابلت المدير العام الفقيد الأستاذ العزي مصوعي، الذي رحّب بي وأبدى استعداده لتذليل كل العقبات التي من شأنها عرقلة العمل. كان ذلك في أواخر عام 1984م. وفي عام 1985م، تعيّن الشيخ عبدالرحمن محمد علي عثمان محافظًا لمحافظة الحديدة. ومنذ الوهلة الأولى أبدى المحافظ رغبته في رؤية فرقة موسيقية جيدة. وفي أول لقاءاتي معه، أكّد استعداده لتلبية كل الطلبات اللازمة لفرقة موسيقية لها شأنها في الحياة الثقافية في المحافظة وفي اليمن. كان من الواضح في البداية، أنّ الفرقة تنقصها بعض الآلات، كالتشيلو والقانون والناي... الخ . وكان لا بدّ من الحركة حتى نتمكن من توسيع عدد أفراد الفرقة لكي تشكل نموذجًا ملهمًا في اليمن. ولم يأتِ عام 1987م، إلا وقد أصبحت الفرقة تضمّ معظم عازفي الآلات، حيث باتت تضم ما يلي:
- مختار علي حسن (عازف كمان).
- وحيد عبدالله سالم (عازف كمان).
- أحمد حسين سالم (عازف كمان).
- أحمد سعيد (عازف كمان).
- جمال أبو عبدين (عازف كمان).
- يحيى القديمي (عازف كمان).
- أحمد ناصر السعيدي (عازف كمان).
- ناصر الهارش (عازف كمان).
- أحمد الزجّاني (عازف كمان).
- عبدالرحمن قايد (عازف تشيلو).
- أحمد قايد (عازف كونترباص).
- محمد أبو بكر هدبول (عازف قانون).
- محمد عيسى نولي (عازف عود).
- عبد السلام العريشي (عازف أكورديون).
- عيسى هادي محمد (عازف إيقاع).
- محمد هيجان فتيح (عازف إيقاع).
- شوعي جراد (عازف إيقاع).
- صالح شعر (عازف إيقاع).
- محمد شعيب جردة (عازف كمان).
- محمد هبار (عازف كمان).
أمّا الفنّانون الذين أصبحوا مرتبطين بالفرقة، فمنهم:
- محمد أحمد اليتيم.
- إبراهيم حسن بكاري.
- أحمد سعد علوي.
- أحمد على مروعي.
- محمد أحمد الحلبي.
- سلطان سالم سيف.
- عبدالجليل العبسي.
- محمد إبراهيم كيال.
- سعيد الحندجي.
- مريم زيد عبده.
- حسينة محمد العماري.
أما فريق الكورس فقد أصبح يتكون من ذكور وإناث، على النحو التالي:
- أحمد موسى جيلان.
- أحمد محمد الزرنوقي.
- طلال محمد الزرنوقي.
- عبده محمد الزرنوقي.
- نور الدين السندي.
- شوقي كليب.
- رابعة حمود عمار.
- فوزية عبدالجبار العبسي.
- فطوم درويش.
- أمل إسماعيل.
- وردة أحمد زيد.
- نورة أحمد زيد.
- فاطمة باكدادة.
في العام 1975م، ظهر على السطح موهوبون عبروا عن أنفسهم من خلال آلات أخرى إلى جانب آلة العود. ولذلك برزت دعوة من داخل هؤلاء الموهوبين لتشكيل فرقة موسيقية تعيد إلى الواجهة الفنّية تلك الحالة التي حققتها فرقة نادي الفنون الموسيقية.
وثمّة ملاحظة لا بد من التنويه بها، وهي أنّ قوام الفرقة أصبح يضمّ فنانين وعازفين من مديريات أخرى، كالقطيع وبيت الفقيه والمراوعة والخوخة؛ ممّا يعني أنّ الباب كان مشرعًا لكل أبناء محافظة الحديدة الموهوبين ليكونوا ضمن قوام الفرقة، كما ضمّت الفرقة عازفين من محافظات جنوبية. وفي ظل هذا الزخم الفني، قدّمت الفرقة عرضًا فنيًّا بمناسبة احتفالات عيد ثورة سبتمبر، لفت إليه أنظار المتابعين في كل اليمن، شمالًا وجنوبًا. كان هذا عام 1985م. استمرت الفرقة في نفس الزخم إلى أنّ غادر المحافظة الشيخ عبدالرحمن محمد علي عثمان، الذي بمغادرته عاشت الفرقة خريفًا صعبًا، كان من نتائجه تراجُع الخط البياني لها إلى أن اختفت عمليًّا رغم بقاء بعض الأعضاء كموظفين في قوام مكتب الثقافة. وقبل إسدال الستار على نشاط هذه الفرقة، لا بدّ من الإشارة إلى أنّ الفقيد الشاعر العزي مصوعي، لعب دورًا محوريًّا في تأسيس الفرقة الموسيقية، وذلك من موقعه كمدير عام لمكتب الإعلام والثقافة في محافظة الحُديدة.
وإلى جانب فرقة مكتب الإعلام والثقافة، شكّل نفر من الأعضاء فرقة موسيقية موازية أخرى، أطلق عليها اسم (فرقة أنغام الموسيقية). كان هذا عام 1987م، تولّى رئاسة الفرقة الفقيد إبراهيم صادق. أمّا الأعضاء الآخرون فكانوا:
- مختار على حسن (عازف كمان).
- سالم عبدالله سالم (عازف كمان).
- وحيد عبدالله سالم (عازف كمان).
- أحمد حسين سالم (عازف عود).
- إبراهيم عبدالله سالم (عازف إيقاع).
- صالح شعر (عازف إيقاع).
- بشير عبدالله (عازف إيقاع).
ومن الفنانين الذين انضمّوا إلى فرقة أنغام، الأسماء التالية:
- محمد أحمد اليتيم.
- حسن علوان.
- يحيى هادي مطهر.
كان مقر هذه الفرقة نفس مقر فرع اتحاد الأدباء والكتّاب اليمنيين، الذي كان يرأسه حينئذٍ، الفقيد إبراهيم صادق. وبعد عام، أعاد أعضاء الفرقة تموضعهم في فرقة مكتب الإعلام والثقافة.
وفي سياق الحديث عن الفرق الموسيقية التي تشكّلت في الحُديدة، يمكن التوقف عند فرقة ظهرت عام 1986م، تحت تأثير الفرق الشبابية التي انتشرت في أنحاء كثيرة من الوطن العربي. أطلق على هذه الفرقة اسم (فرقة أضواء الموسيقية). تشكّلت هذه الفرقة من الآلات الموسيقية التالية:
- أكورديون.
- جيتار باص.
- جيتار ليد.
- درامز.
تشكّلت الفرقة من الأعضاء التالية أسماؤهم:
- أحمد الزجاني.
- خليل محمد فقيرة.
- محمد العروسة.
- تيمور محمد علي.
- عبدالباسط حرد.
- سمير الفريد.
- حسن علوان.
- محمد جبلي.
-أحمد الظفيري.
استمر نشاط هذه الفرقة حتى بداية التسعينيات. اجتذب نشاطها كثيرًا من شباب الحديدة، حيث أحيت كثيرًا من الحفلات في دور السينما وفي الساحات العامة.
وخارج نطاق الفرق الموسيقية التي استعرضناها، أودّ التوقف قليلًا عند ظاهرة أفراح المخادر، حيث إنّ هذه الظاهرة كانت، وما تزال، الميدانَ الذي يستقطب كثيرًا من الموهوبين على صعيدي فنّ السماع والغناء، بمصاحبة العود والآلات الإيقاعية. ويبدو أنّ هذه المناسبات ستظل المحرك الأساس لتجدد الوجوه الفنية.
ولأنه سبق التنويه إلى ممارسي فنّ السماع من الشباب، فسأشرع الآن في ذكر ما تيسّر من أسماء المغنّين الذين تستقبلهم مخادر الأفراح. إنّ قائمة هؤلاء الفنانين طويلة جدًّا في الحديدة، سأذكر بعضًا من تلك القائمة:
- علي ذهبان.
- محمد بيور.
- إبراهيم عباس.
- عدنان معجم.
- محمد شجون.
- صالح جوهر.
- هشام فقيرة.
- طه محمد مهيم.
- عصام أحمد كعبوب.
- محمد سليمان.
ذلك ما استطعت القيام به على صعيد رسم بعض ملامح المشهد الموسيقي في مدينة الحديدة. على أنّ يقيني قويٌّ بأنَّ هناك تفاصيل سيتم الكشف عنها في محاولات قادمة، إن شاء الله.
رابط الحلقة الأولى: https://www.khuyut.com/blog/alhudyadah-songs
الهوامش:
(1) تهامة في التاريخ، عبدالرحمن عبدالله أحمد صالح الحضرمي، المعهد الفرنسي للآثار والعلوم الاجتماعية بصنعاء – المعهد الفرنسي للشرق الأدنى، بيروت – دمشق – عمان، 2005م، ص122.
(2) المشرفة على العاملات.
(3) هاشم شريف الرفاعي، أحد التجار المعنيين بتصدير البُنّ إلى الخارج من ميناء الحُديدة في خمسينيات وستينيات القرن المنصرم.
المراجع:
- عبدالرحمن عبدالله أحمد صالح الحضرمي، تهامة في التاريخ، المعهد الفرنسي للآثار والعلوم الاجتماعية بصنعاء، 2005م.
- الدكتور فهد محمد الشعيبي، الأغنية الشعبية في منطقة تهامة، القاهرة، 2001م.
- محمد مرشد ناجي، الغناء اليمني القديم ومشاهيره، مطابع الطليعة، 1983م.
- جابر علي أحمد، تيارات تجديد الغناء في اليمن، مركز عبادي للدراسات والنشر، 2009م.
- جابر علي أحمد، حاضر الغناء في اليمن، دار نجاد للطباعة والنشر والتوزيع، صنعاء، الطبعة الأولى، 1996م.
- عبدالله خادم العمري، الموال الساحلي في تهامة، إصدارات منتدى العمري، 2009م.