صرت أخاف ظلّي
من لا يخاف ظلّه؟
الأرض (أمُّنا الكبرى)
تخاف ظلَّها
والبحر في امتداده
يخاف ظلّه،
فكيف لا أخاف من ظّلي؟!
يسبقني كأنه دليلي
أسبقه يتبعني
يمشي إذا مشيت
إن توقفْتُ توقّفَتْ
أقدامُه
ليس له إذا مشى صدىً
ولا إيقاع.
كم هو شفّافّ
فلا يُخفي سوادُه
شيئاً
خفيفُ الوزن
شاردٌ مثلي
وحالمٌ مثلي
كأنه ظلّي!
يبدو غبياً تابعاً
ليس له شأنٌ بما يجري لنا
أو حولنا
وهو الذي يُحصي المسافات
ويمتطي أجسادنا
إلى مَخادِع الحبّ
أو إلى ميادين الحروب الطاحنة
الزمن الذي يُخيفنا
يخاف ظلّه
يكتب
في الفضاء
لا تحزنوا
فقد أكون
آخر الأزمان!
لكل كائنٍ هنا
في الأرض
أو هناك في الفضاء
والسماء ظلّهُ الذي يخاف
منه
لا يَنِي يُحصى عليه
الخطوات والأنفاس.
ماذا نقول للظل
إذا أتى بشاهدٍ
يقول:
إنه الخائف لا المُخيف
إنه التابع لا المتبوع
إنه يخاف ظلّه.