"الجلوكوما"..

سارق البصر
د. محمد الحميري
March 14, 2020

"الجلوكوما"..

سارق البصر
د. محمد الحميري
March 14, 2020

"الجلوكوما" أو "المياه الزرقاء" أو "سارق البصر" كلها تسميات لمرض يصيب العصب البصري ويؤدي إلى تلفه تدريجيًّا، ما قد يتسبب في إصابة المريض بالعمى إذا لم يتم اكتشافه وعلاجه مبكرًا.

يعاني أغلبية مرضى المياه الزرقاء من ارتفاع في ضغط العين الذي ينتج عنه تلف في العصب البصري، وفقدان الرؤية الجانبية أو مجال الإبصار تدريجيًّا، حيث لا يلاحظ المريض انحسار الرؤية في المجال البصري إلا متأخرًا، ولذلك سمي بـ"سارق البصر".

يعتبر هذا المرض السبب الثاني للعمى في اليمن، ويعتبر كذلك السبب الأول للعمى غير القابل للعلاج في اليمن. تنتشر "الجلوكوما" في اليمن بشكل كبير، خصوصا النوع "الخلقي" منها، حيث توكد إحدى الدراسات أن أكبر نسبة من المصابين بالمياه الزرقاء "الخلقية" في العالم توجد في جنوب السعودية واليمن، خصوصا المناطق المجاورة للمملكة.

في مارس من كل عام حددت الوكالة الدولية لمكافحة العمى أسبوعًا للتوعية بالمرض وكيفية اكتشافه وعلاجه مبكرًا، حيث تقام في هذا الأسبوع الفعاليات والمهرجانات والفحوصات المجانية للمرضي والمواطنين، وتحفيزهم لإجراء الفحص الدوري.

يصيب هذا المرض جميع الأعمار، ولكن تزداد احتمالية حدوثه لدى المرضى الذين تجاوزوا سن الأربعين، أو في العائلات التي لديها تاريخ مرضي بالمياه الزرقاء. ولذلك إن كان ثمة فرد في العائلة يعاني من المياه الزرقاء، يجب على جميع أفراد الأسرة إجراء فحص دوري؛ إذ تزداد احتمالية إصابتهم بالمرض مقارنةً بالأشخاص الذين ليس لديهم تاريخ مرضي. إن العامل الوراثي يلعب دورًا في انتشار المياه الزرقاء، فزواج الأقارب مثلا يساهم في استمرارية توارث هذا المرض عبر الأجيال.

للأسف الشديد ثمة قصور كبير في الاهتمام بهذا المرض برغم خطورته، كما أن عدد الأطباء المتخصصين في علاج المرض قليل جدا، حيث لا يتجاوزون عدد الأصابع.

للمياه الزرقاء أنواع كثيرة، من أهمها وأكثرها انتشارًا في اليمن: المياه الزرقاء الخلقية، والمياه الزرقاء المزمنة ذات الزاوية المفتوحة.

لا يتم علاج المياه الزرقاء لدى الاطفال إلا جراحيًّا فقط، وقد يحتاج الطفل أكثر من عملية جراحية، ثم يتم استخدام قطرات لتخفيض ضغط العين. أما لدى كبار السن، فيمكن علاج المياه الزرقاء باستخدام القطرات في حالة اكتشاف المرض مبكرًا، وقد يحتاج المريض في حالة اكتشاف المرض في مرحلة متأخرة لتدخل جراحيّ. في معظم الحالات يكون استخدام القطرات مدى الحياة، ولذلك على المريض عدم إهمال استخدامها أبدًا.

يخلط الكثير من الناس في اليمن بين مرض المياه البيضاء والمياه الزرقاء نتيجة نقص التوعية، حيث لا تبلغ خطورة المياه البيضاء إلى مستوى خطورة المياه الزرقاء؛ إذ يمكن علاج المياه البيضاء عن طريق سحبها جراحيًّا وزراعة عدسة.

أنصح القراء بإجراء الفحص الدوري لضغط العين والعصب البصري؛ فهما أهم الوسائل للكشف المبكر عن المرض، وبالتالي علاجه.

البصر نعمة من الله؛ لا يشعر بها إلا من فقدها.. فحافظوا على أبصاركم!

إقـــرأ المــزيــــد

شكراً لإشتراكك في القائمة البريدية.
نعتذر، حدث خطأ ما! نرجوا المحاولة لاحقاً
English
English