في 10 ديسمبر 2017، تُوفّي المطرب والشاعر والملحن الرائد أبوبكر سالم بلفقيه، بعد مسيرة باذخة انتقل بالأغنية اليمنية بخصوصيتها الحضرمية إلى آفاق رائدة في فضاء الاستماع الموسيقي العربي.
الخلفية الثقافية والاجتماعية التي جاء منها الفنان أبوبكر سالم بلفقيه (1939-2017)، ساهمت في تكوينه الشعري، و"تعود نشأة أبوبكر الغنائية إلى تريم- حضرموت، حيث ترعرع في بيئة دينية صوفية. وهو ينتمي من جهة الأب إلى آل بلفقيه ومن جهة الأم إلى آل الكاف، وكلاهما أسرتان من فروع آل باعلوي. تشرَّب أبوبكر في هذه البيئة الشعر والروحانيات ومارس في حضراتها وموالدها أداء الأناشيد والتواشيح الدينية"(*).
وإنّ استقراره اللاحق كطالب في مدينة عدن أواسط الخمسينيات، وعمله تاليًا مدرِّسًا للغة العربية، في واحدة من مدارسها في أوج ازدهار المدينة ثقافيًّا وتجاريًّا، وانعكاس ذلك على التطور الموسيقي ساعده كثيرًا في كتابة العديد من النصوص الغنائية في فترة تكوينه الفني الباكر برفقة أساتذة الندوة الموسيقية العدنية والفنان المرشدي، الذي قدمه أول مرة في إحدى حفلاته على مسرح البادري، وتاليًا في حفل الإذاعة.
في المرحلة العدنية الباكرة، كتب نصوصًا خفيفة تتلاءم مع موجة التلحين والتلقي الشعبي، مثل قصيدة "يا ورد ما احلى جمالك بين الورود/ يا غصن ما احلى قوامك لما تنود/ قلبي عليك ولهان، عقلي وراك حيران، الزين ذا كله ولا مرَّة تجود".
وقصيدة "أنتِ يا حلوة يا ما احلى جمالك/ وما احلى العيون الكحيلة والشفاه السمر/ يا ما احلى دلالك وما احلى قوامك/ ويا ما احلى الورود الحمر".
في الفترة البيروتية الأولى في منتصف الستينيات، كتب ولحّن وغنّى العديد من النصوص التي قربته أكثر من المستمع العربي، ومنها: "من نظرتك يا زين ذقت الهوى مرة/ وكم يقولوا الناس الحب من نظرة/ لكن طبعك شين وعشرتك مُرَّة/ هذا اللي خلاني أنساك بالمرّة"، إلى جانب قصيدة "أربعة وعشرين ساعة"، و"تسلى يا قليبي".
في استقراره الأول في السعودية منتصف السبعينيات، غنّى من كلماته وألحانه أغنية "يا مسافر على الطائف طريق الهدا/ شوف قلبي من البارح معاك ما هدا/ كيف يهدأ وأنت اللي هويته/ وأنت أجمل وأجمل من رأيته".
في مشواره الفني الممتد لستين عامًا، كتب ولحّن وغنّى عشرات النصوص التي لم تبارح آذان مستمعي وعاشقي فنه المختلف، ومنها: "تسلّى يا قليبي، ما علينا يا حبيبي، حبيتك أنت، بدري عليك الهوى، مرحيب، ما تستاهلش الحب، خاف ربك، حيا زمن أول، نار الشوق"، وتبقى قصيدة "أمي اليمن" واحدة من أغانيه الخالدة.
ينظر:- https://www.khuyut.com/blog/poet-singers
(*) جمال حسن، البدلة والعقال المسيرة الغنائية للفنان أبوبكر سالم، العربي الجديد 22 فبراير 2019م.