لملمت أشواق عبدالرقيب الذيب، مخاوفَها، وقررت أداء الامتحانات النهائية للشهادة العامة التي أقرّت السلطات التعليمية التابعة لحكومة أنصار الله (الحوثيين) إجراءَها، بالرغم من التحذيرات والمخاوف التي أطلقها أولياء أمور الطلبة؛ تلافيًا لإصابة أبنائهم بوباء كورونا المنتشر في البلاد على نطاق واسع.
أشواق طالبة في الصف الثالث الثانوي بمدرسة مجمع الثورة التربوي، بمديرية آزال بالعاصمة صنعاء، وقد بدأت مع زملائها الاختبارات النهائية للمرحلة الثانوية مطلع الأسبوع الماضي (15 أغسطس/ آب 2020). يتجاوز عدد المتقدمين لاختبارات الثانوية العامة هذه السنة الـ200 ألف طالب وطالبة، إضافة لقرابة 300 ألف طالب وطالبة في المرحلة الأساسية، في مناطق سيطرة حكومة صنعاء.
تقول أشواق، إنها أخذت بالتعوّد على الإجراءات الاحترازية التي تم اتخاذها من قبل الجهات التعليمية الرسمية، لحماية الطلبة من مخاطر الإصابة بالوباء سريع الانتشار.
وتجدر الإشارة إلى أن الاختبارات الوزارية للمرحلتين الثانوية والأساسية، بدأت في العاصمة صنعاء، ومعظم محافظات الشمال اليمني، ذات الكثافة السكانية العالية، وذلك بالتناوب ما بين طلبة المرحلة الثانوية والأساسية. وتسير إجراءات الاختبارات وسط إجراءات احترازية مشدّدة، بحسب سلطات صنعاء، وذلك لحماية الطلبة من مخاطر الإصابة بالوباء، كما تشارك في هذه الاحترازات منظمات مجتمع مدني، مشاركة ميدانية فعلية، وعلى رأسها جمعية الهلال الأحمر اليمني.
وفي حوار صحفي قبيل تدشين الاختبارات، قال الدكتور همدان الشامي، نائب وزير التربية والتعليم في الحكومة التابعة لسلطة أنصار الله (الحوثيين) في صنعاء، إن هناك "ما يزيد عن 8000 من الكوادر المدرَّبة من متطوعي الهلال الأحمر وموظفي الإدارة العامة للصحة المدرسية، من الذكور والإناث، يشاركون فعليًّا في الإشراف على العملية التعليمية، وَفقَ دليلٍ موحّد للإجراءات الاحترازية".
وأفاد طلبة تم استطلاع آرائهم بأن الإجراءات المتَّخَذة كانت جيدة، على الأقل خلال الثلاثة الأيام الأولى من عملية الاختبارات.
خصصت الوزارة قاعات انفرادية للطلبة الذين قد تظهر عليهم بعض أعراض الأمراض الجانبية، التي يحتمل أن تكون من ضمن أعراض الفيروس، وهي الإجراءات التي تؤدي إلى عزلهم عن الآخرين مع عدم حرمانهم من أداء الاختبارات
إجراءات احترازية
اتخذت حكومة صنعاء جملة من الإجراءات والتدابير، التي يصفونها بالضرورية، لأداء امتحانات في أجواء آمنة وبعيدة عن مخاطر الإصابة بوباء فيروس كورونا. وفي ذات الحوار، يقول همدان الشامي: "تم تخفيض عدد الطلاب والطالبات في فصول الاختبارات إلى 50%، وذلك لضمان التباعد الجسدي" بين كل طالب وآخر، لافتاً إلى أن وزارته "وفّرت جميع الوسائل الوقائية لضمان سلامة الطلبة، بما في ذلك توزيع (5) ملايين كمامة".
وعن خطة الوزارة لضمان سلامة الطلاب أثناء الاختبارات، في ظل جائحة كورونا، يؤكد الشامي، في حديث آخر لـ"خيوط"، أنه تم وضع خطة مع كلٍّ من جمعية الهلال الأحمر، ومنظمة الأمم المتحدة للطفولة "اليونيسف"، واصفاً إياها بالخطة متكاملة، تضمن توفير حماية عالية، لسلامة الطلبة. من تلك الخطة، توسعة خارطة المراكز الاختبارية إلى (4281) بدلًا عن (2300) مركز اختباري أساسي– ثانوي، بزيادة (1981) مركزًا اختباريًّا، وأن الخطة تقضي بعدم زيادة عدد الطلبة في القاعة الاختبارية الواحدة عن 10 طلاب. وأوضح أن الخطة الأساسية السابقة، كانت تحدد سعة القاعة الاختبارية في الوضع الطبيعي بـ(20) طالبًا أو طالبة، وأن خفض عدد الطلبة في كل قاعة، هو "لضمان تحقيق مسافة التباعد البدني، بما لا يقل عن متر ونصف بين طالب وآخر".
وبحسب الشامي، فقد ألغيت الفترة الثانية في اختبارات الشهادة الأساسية، للتخفيف من الازدحام، ومنع التجمهرات والتجمّعات في محيط المراكز الاختبارية، بالتنسيق مع وزارتي الداخلية والإدارة المحلية.
تفاعل جيّد
التفاعل مع هذه الإجراءات الاحترازية كان جيداً من قبل الطلبة؛ محمود بجاش حليصي، طالب يؤدي حاليًّا اختبارات الشهادة الأساسية، بمدرسة بلال بن رباح، بمنطقة نقم، شرقي العاصمة صنعاء، قال لـ"خيوط"، إن هذه الإجراءات وفّرت أجواءً من الهدوء في صفوف الطلبة، وبدَّدت، إلى حدّ كبير، المخاوفَ التي كانت تنتاب الطلبة من مخاطر أداء هذه الاختبارات في مثل هذه الظروف الصحية الخطيرة.
وتجدر الإشارة إلى أنه تم تخصيص يومٍ ضمن الجدول الاختباري، لتوعية الطلبة بأهمية الالتزام بارتداء الكمامات والقفازات، والمحافظة على النظافة الشخصية قبل الحضور إلى المركز الاختباري، بحسب الوزارة، كما تم تضمين أرقام جلوس الطلاب عبارات التوعية بأهمية الالتزام بالإجراءات الاحترازية، بالإضافة إلى إعداد بروشورات وملصقات، وفلاشات توعوية صوتية في إذاعة المدرسة صباح كل يوم، قبلَ البَدء بالاختبار، وبالمثل، فلاشات مرئية (فيديو) ونشرها في القنوات التعليمية الخاصة بالوزارة، وفي صفحاتها على مواقع التواصل الاجتماعي، وذلك برعاية الهلال الأحمر اليمني.
ووَفقًا لمدير عام مكتب التربية بأمانة العاصمة صنعاء، فقد تم تخصيص قاعات انفرادية للطلبة الذين قد تظهر عليهم بعض أعراض الأمراض الجانبية، التي يحتمل أن تكون من ضمن أعراض الفيروس، وهي الإجراءات التي تؤدي إلى عزلهم عن الآخرين مع عدم حرمانهم من أداء الاختبارات.
يعوّل المواطنون وأولياء أمور الطلبة على استمرار هذه الاحترازات طيلة أيام الاختبارات التي ستستمر قرابة أسبوعين آخرين، وألَّا يقتصر وجودها على الأيام الأولى فقط.