- اسم الكتاب بالعربي: حكايات من التراث الشعبي في سقطرى
- اسم الكتاب بالسقطري: تُوْتِيَتَنْ دِ سَاقَطْرِيْ
- المحررون: محمد المحفلي، وأحمد عيسى الدعرهي، وأحمد عيسى الرميلي
- الناشر: مؤسسة أروقة للدراسات والترجمة والنشر
في إطار السعي إلى الحفاظ على اللغة السُقطرية وأدبها الشفهي، قام مجموعة من الباحثين المؤمنين بأهمية التراث الشعبي مؤخراً بإصدار كتاب يحوي مجموعة مختارة من الحكايات الشعبية في جزيرة سقطرى. وهي حكايات لم يتم جمعها أو نشرها من قبل في أي مدونة مكتوبة. ، ومن ثم العمل على تنقيحها وترجمتها لكي تكون واضحة للقارئ سواء على مستوى اليمن والعالم العربي، أو على المستوى دولي.
يقول الباحث في التراث السقطري رئيس مؤسسة سقطرى للتراث الثقافي والطبيعي وأحد المساهمين في الكتاب. أحمد عيسى الرميلي:
"يتحوي الكتاب خمس عشرة حكاية شعبية مترجمة إلى العربية والإنجليزية ومكتوبة باللغة السقطرية بحروف عربية ولاتينية. وهذه المحاولة هي من المحاولات النادرة لتقديم الأدب الشعبي في سقطرى إلى القارئ العربي والأجنبي باللغة السقطرية نفسها، لفظا ومعنى.
" تعد المجموعة نتاج مشروع حماية التراث الشعبي في سقطرى المرحلة الأولى، والمرحلة الثانية التي تم تمويلها من قبل مشروع الشبكات الثقافية اليمنية ومعهد جوتة الألماني.
في المرحلة الأولى عمل فريق في جمع الحكايات بلغتها الأصلية وهم:
أحمد عيسى الدعرهي
أحمد عيسى الرميلي
ميسون محمد الدعرهي
مها علي الدعرهي
خلال أربعة أشهر تم جمع تلك الحكايات وترتيبها وترجمتها ونقلها إلى اللغة العربية، ومن ثم جعلها متاحة على موقع مشروع حماية الأدب الشعبي في سقطرى.
من أجل تطوير المشروع، انتقلنا في العام التالي إلى المرحلة الثانية، ولدينا هدفان رئيسيان، الأول هو تقديم هذه الحكايات بلغتها السقطرية الأصلية، والثاني، ترجمة هذه النصوص إلى اللغة الإنجليزية. ولكي نقوم بذلك، عمدنا إلى اختيار النصوص الأكثر كفاءة المعبرة عن الثقافة الشعبية السقطرية أولا. ثم قمنا بعد ذلك بتجميع النصوص بلغتها الأصلية باللغة السقطرية، لكي يتم رسمها بالحروف العربية، فيتمكن القارئ السقطري من قراءة نصوصه السقطرية بلغته الأم.
كان التحدي الذي واجهنا هو كيف يمكن أن نجد رموز تلائم تلك الحروف في اللغة السقطرية التي لاتشابه الحروف العربية. ومن ثم قمنا أولا بمراجعة عدد من الأدبيات السابقة في هذا الشأن، ومن ثم اخترنا أقرب الرموز إلى تلك الحروف العربية، وبنفس الوقت يكون لها دلالة خاصة أقرب إلى الصوت في لغته السقطرية الأصلية.
اللغة السقطرية تحتوي على أربعة حروف رئيسية لا توجد لها مخارج مشابهة في اللغة العربية. وهذه الحروف هي: (چ، ڛ، ڞ، ڸ)، وكما يتضح من شكل الحروف التي تم اختيارها، فهي تشبه إلى حد ما ال (ج، ش، ض، ل) ولكن المخرج مختلف، حيث يخرج الحرف من جانب اللسان وهو مخرج غريب عن مخارج الحروف العربية المعتادة. وفي الوقت نفسه هناك حروف عربية لا يوجد لها مقابل في الحروف السقطرية مثل: (ث، ذ، ظ).
بالنسبة للمحتوى، يستوقف القارئ في هذه الحكايات خصوصية المجتمع السقطري الذي يمتاز بسلميته وبساطته وحبه للحياة، وبكفاحه المستمر وارتباطه بالأرض والحيوان من حوله، حيث تجد أن العلاقة بين الإنسان وما حوله هي علاقة أشبه بعلاقة القرابة فيندمج الإنسان بالطبيعية ويمنحها من حبه واهتمامه ما يمنحه لأحد من أبنائه. من هنا يصير لهذه الحكايات قيمة أنثروبولوجية يمكنها أن تساعد على فهم طبيعة المجتمع في سقطرى لاسيما في الأزمنة الماضية."