عزية محمد محسن حنش (47 سنة)، من مديرية ساقين، محافظة صعدة، أرملة وتعول أسرة مكونة من ستة أفراد؛ أربعة منهم ذكور واثنتان من الإناث، وهي ربة بيت فقيرة جدًّا.
كان زوجها يحيى محسون (49 سنة)، يعول العائلة من بيع نبتة القات، خاصة أن اثنين من أولاده الذكور من ذوي الاحتياجات الخاصة. أحمد، وهو الابن الأكبر، وكان عمره حينها (8 سنوات)، يعاني من تخلف عقلي، بالرغم من أنه صحيح الجسد، والآخر شاهر، وكان عمره حينها (سنة واحدة) ولديه تخلف عقلي كامل، وليونة في العظام، ولا يتمكن حتى من الجلوس.
هكذا استمر كفاح الزوج، حتى العام 2008، خرج كعادته إلى سوق "القات" الذي يبعد عن إقامة عائلته (خمسة كيلومترات)، وبينما كان بالقرب من السوق، تم إطلاق النار عليه من قبل مشرف المنطقة التابعة لجماعة أنصار الله (الحوثيين)؛ ما أدى إلى مقتله.
في فترة ما بعد الظهر، تتولى الأم مهمة رعي خمس من الأغنام، وتوفير العلف لها، وفي ظل الحرب، وارتفاع أسعار المواد الغذائية، ازدادت عليها المعاناة والألم، لكنها لا تزال تناضل من أجل أسرتها
ومن ذلك التاريخ تحملت الأم إعالة عائلتها ومصاريفها؛ حيث تقوم صباح كل يوم بجلب الحطب من جبل "المنمار" البعيد، لتغطية احتياجاتها من الوقود، وما زاد عن حاجتها تقوم ببيعه لتوفير حاجيات الأسرة الأساسية.
في فترة ما بعد الظهر، تتولى مهمة رعي خمس من الأغنام، وتوفير العلف لها، وفي ظل الحرب، وارتفاع أسعار المواد الغذائية، ازدادت عليها المعاناة والألم، لكنها لا تزال تناضل من أجل أسرتها.
وبعد هذه السنوات، أصبح أحد أبنائها بالغًا، ويقوم بإعانتها في مصاريف المنزل من خلال بيع نبتة القات، كما كان يفعل والده قبلًا. لكن طفليها المتعبين، يكبران فتكبر معهما احتياجاتهما، ومعاناة العائلة التي تتكفل القيام بواجبهما دون معين.
فأحمد يبلغ الآن 20 سنة، لا يستطيع تأدية أي مهام، بينما يعتمد شاهر (13 سنة) بشكل كلي على أمه، لإطعامه، وكذلك تغيير فرش نومه، وحتى تبديل الفوط الصحية له.