أكثر من 82 يمنيًّا تسيل دماؤهم في صعدة، 3 أطفال بجانب الاتصالات في الحديدة كانوا يلعبون، بيت يهدم ويذهب كل من فيه بادعاء أنهم قادة عسكريون، يتبين أنهم نساء وأطفال وشبان كانوا يحلمون بغدٍ أفضل، ومدرسة في مقبنة تخسر بعض طلبتها نتيجة قذيفة أو قذائف لا فرق.
كل يوم تسيل دماء اليمنيين والعالم يتفرج، والإقليم حسب أجندته يضم إلى الخانات ما نقص!
الأمم المتحدة تطالب القتيل، وهو من البسطاء، بضبط النفس! فلا يردّ لأنه فقد حياته ضمن ملف يتبع هذا الطرف أو ذاك، ثم يهدأ الجميع، ثم يبدؤون التحضير لمجزرة أخرى.
لا كهرباء، ولا غاز، ولا بترول... والمستفيدون مطالبون بضبط النفس.
أطفال يذهبون إلى مدارسهم على أقدامهم، معظمهم لم يذق طعام الإفطار، مطالبون أيضًا بضبط النفس.
آباء تذلهم ظروفهم أمام أولادهم، مطالبون بضبط النفس.
أعزاء كرام في بيوتهم، حكايات من الجوع والفاقة، مطالبون بضبط النفس.
غريق يتعرض كل يوم للقصف، مطالب بضبط النفس.
الجوع يجتاح البطون، أصحابها مطالبون بضبط النفس.
فقراء يمدون أياديهم، مطالبون بالصمت إلى أن يرضى العالم.
بلد يتشظى، وما يسمى بالعالم العربي يطلب إليه أن يضبط النفس.
يوم أن اغتِيل محمد النعمان في بيروت، من شدة ألمه ودهائه، ذهب النعمان الأب إلى سليمان فرنجية يطالبه ألا يحقق في الأمر، فيكفيه ما فيه! ثم إنه خاف أن يتم التحقيق مع القتيل ويترك القاتل، وذلك ما حصل!
خلاصة الأمر: يكفينا حرب، يكفي الأطفال فزع الأهازيج الأخيرة من الليل رعبًا، خلاصة الأمر أن الأرض والحجر والشجر آن لهم أن يرتاحوا بعد عذاب سنوات لم نحصد فيها غير الألم
النعمان -رحمه الله- أشد ذكاء من أمين عام الأمم المتحدة غوتيريس، الذي يردد كالببغاء: "نطالب ونطالب..."؛ فيما بلد هو اليمن يُدمَّر والأمم المتحدة تطلب تسليم القتيل لينال جزاءه جراء ما اقترفه حين تعرض لرصاصات الغدر، والقذائف والصواريخ حقيرة لا تفرق بين طفل وقائد عسكري! ثم يطالبون أطفالنا بضبط النفس، ما ذنب الثلاثة الذين كانوا يلعبون بجانب الاتصالات في الحديدة؟ ذنبهم أنهم لم يسمعوا الأمم المتحدة وهي تطالبهم بأن ينسوا أن هناك لعبة كرة قدم، يلعبها كل أطفال العالم، الطفل اليمني يذهب إلى أي ملعب ترابي "هو وحظه"، قد يجد كرة جوارب فيلعب بها مع أقرانه، لتصطدم أقدامهم بلغم أو كرات من حديد يظنونها كرات، فإذا بها حديدية تنفجر في وجوههم!
أين العالم الذي يتحدث يوميًّا عن حقوق الإنسان ويتخذ مواقف كلامية مما يجري في اليمن من قتل لكل مظاهر الحياة.
عالم لا ضمير له، عالم يدري كيف يبيع السلاح ولا يهمه من يقتل بها، وبالذات من الفقراء من لا حول ولا قوة بهم.
اليمن يضيع تحت وطأة أموال الخليجيين وملفات الإقليم، والعالم لا يحرك ساكنًا، يهمه أن يصنع كل يوم حربًا ليبيع السلاح!
حوالي الشهر، وصنعاء يتحول ليلها إلى نهار بفعل الضربات التي تأكل حياة الأطفال والأبرياء، والعالم يطالبها بضبط النفس، ولا يقدم حلولًا ولا يفرضها. لايهمه من مات ومن قتل، والأطراف المحلية يهمها أن تسجل النقاط ضد بعضها ولا تملك حلًّا ولا رأيًا!
خلاصة الأمر: يكفينا حرب، يكفي الأطفال فزع الأهازيج الأخيرة من الليل رعبًا، خلاصة الأمر أن الأرض والحجر والشجر آن لهم أن يرتاحوا بعد عذاب سنوات لم نحصد فيها غير الألم.
يا أمم متحدة، كونوا كذلك مرة واحدة، ويكفينا ضبط نفس. أطفالنا شابوا قبل الفجر، بسبب الرعب والفاقة.
وللعالم، يكفي مواقف كلامية تزيدنا دمارًا وقتلًا للحياة في اليمن الذي قيل إنه كان سعيدًا. إن العالم يتحمل كل قطرة دم تسيل من يمني؛ لصمته غير المبرر، وبسبب أن الغريق يقصف كل لحظة، والموت لا يفرق بين طفل وكبير.