حفاش- بضم الحاء المهملة، وفتح الفاء الممدوة، ثم شين معجمة- جبلٌ مشهور، وبلاد تُعدُّ إحدى مديريات محافظة المحويت، وتضم عزلة "بني قشب عولة بن عمر"، و"عزلة بني أحمد"، و"عزلة دحمان"، و"عزلة رأس الأحجول"، و"عزلة جبل نعمان"، و"عزلة بيت الشماع"، و"عزلة الملاحنة"، و"عزلة حماطة"، و"بنو الحماطي" من علماء القرن الحادي عشر، ويرتفع جبل حفاش عن مستوى سطح البحر بنحو 2490 مترًا، وهو غني بموارده الطبيعية من الثمار والفواكه، ولا يخلو من آثار قديمة، خاصة في حصني: "القفل"، و"الشايم"، وينسب الإخباريون حفاش إلى حفاش بن ذي زرعة مازن، وقيل: إلى عوف بن عدي بن مالك بن زيد بن سدد بن زرعة، وكني حفاش؛ لأنه كان أكولًا يحفش الطعام، قال زهير:
له سيل غيث يحفش الأكم وابله
وقال عمرو بن معدي كرب الزبيدي:
نحن من الوابل الحافش
ويعد جبل حفاش من أشهر جبال اليمن، ويحوي عددًا من القرى والحصون، وفيه مزارع كثيرة، ومن قرى حفاش: الصفقين؛ وفيها سوق تعرف بـ "سوق الصفقين"؛ أما ياقوت، فيذكر أنه جبل باليمن في بلاد حلوان بن عمران بن الحاف بن قضاعة، ويجاور جبل ملحان، وكلاهما جبلان شامخان.
تقع قلعة رواد في عزلة الملاحنة على جبل راود، وهي عبارة عن وحدة معمارية مشيدة بالأحجار، يحيط بها سور ضخم تسنده عدة من الأبراج الدفاعية، ويصعب التسلق إليها، يفتح الباب الرئيسي للحصن في الجهة الشمالية، ويؤدي إلى ساحة مكشوفة تحتوي على جميع مرافق القلعة.
مسجد وضافة
يقع مسجد وضافة فوق ربوة مرتفعة تابعة لعزلة الملاحنة على مقربة من حصن وضافة، ويرجع تاريخ بنائه إلى سنة 755 هـ. يتكون بيت الصلاة من مبنى مستطيل، أبعاده من الداخل (8.15م × 6.60م)، ذي ثلاثة أروقة بواسطة أربعة صفوف من الأعمدة ذات تيجان على شكل شبه منحرف، تزينها زخارف كتابية وهندسية ونباتية.
حصن وضافة
يقع حصن وضافة بجانب المسجد من الناحية الشمالية، ويتميز بموقع استراتيجي مهمّ من الناحية الطبيعية، ويشرف على جميع منافذ المنطقة، يتكون من كتلة معمارية مشيدة فوق ربوة صخرية، يحيط بها سور ضخم عليه عدد من المزاغل والسقاطات الحربية، وله منفذ واحد، ومن المحتمل أن العمر الزمني للحصن لا يقل عن عمر مسجد وضافة.
قلعة الصفقين
الصفقين مركز مديرية حفاش، وترتفع 1170 مترًا عن مستوى سطح البحر، شيدت على مرتفع جبل شاهق إلى الشرق من مركز حفاش، تتميز أبنيتها بطابع معماري وفني رائع على شكل بيوت قلاعية مكونة من عدة أدوار، وتمثل وحدة معمارية واحدة مستطيلة زودت بأسوار دفاعية في الأماكن المنحدرة. يقع مدخل القلعة في الناحية الغربية، كما أن أهم مكونات الحصن: المسجد في الناحية الشرقية، ويجاوره بناء من ثلاثة أدوار، ويلاحظ وجود الإضافات والتجديدات التي طرأت على المسجد والقلعة؛ الأمر الذي أدى إلى طمس كثير من معالمها الأثرية، ولا سيما أنها من المباني المهمة من الناحيتين المعمارية والفنية، ويجب الحفاظ على ما تبقى منها، واستغلاله بشكل أفضل، وتعتبر من أهم المعالم التاريخية والأثرية التي تزخر بها مديرية حفاش، وتم تسجيلها وتوثيقها.
قلعة راود
تقع قلعة راود في عزلة الملاحنة على جبل راود، وهي عبارة عن وحدة معمارية مشيدة بالأحجار، يحيط بها سور ضخم تسنده عدة من الأبراج الدفاعية، ويصعب التسلق إليها، يفتح الباب الرئيسي للحصن في الجهة الشمالية، ويؤدي إلى ساحة مكشوفة تحتوي على جميع مرافق القلعة؛ أهمها: المسجد في الناحية الشمالية، ويؤدي إلى ساحة مكشوفة تحتوي على جميع مرافق القلعة، أهمها المسجد في الناحية الجنوبية، ويتكون من رواقين تفصل بينهما بائكة من عمودين أسطوانيين، تحمل عقودًا نصف دائرية لجدار القبلة، يرتكز عليها سقف من خشب الساج الناعم الملمس، مزين بزخارف كتابية ونباتية.
الوضع العام للمسجد بحالة جيدة، إلا أن الترميمات المتلاحقة طمست كثيرًا من معالمه الفنية والجمالية، وكذلك النص التأسيسي الذي كان في السقف.
حصن الصمصام
يتبع هذا الحصن، عزلة بيت الشماع التابعة لحفاش، ويرجع تاريخه إلى سنة 1175م، حسب النص التأسيسي الذي وجد. معماريًّا شيد الحصن على صخرة جبلية مرتفعة يتم الصعود إليها عن طريق واحد عليه عدد من الدرج الصاعدة، تؤدي إلى مدخل الحصن، ويتكون من فتحة مستطيلة، ويحفها من كل جانب عمود حجري أسطواني سميك، يرتكز عليها عتب خشبي، ويصل المدخل إلى ممر مكشوف يدور حوله الجدار الخارجي للحصن من جميع الجهات، ويتكون من طابقين، عليه عدد من الحجرات.
المسجد
يقع في الضلع الشمالي للحصن يتألف من بيت الصلاة وأبعادها من الداخل 4.60م × 3.50م، ويفتح في الضلع الجنوبي منها بابان، يتضمن أحد مصراعي الباب كتابات بخط النسخ، تقرأ: "شيد هذا المسجد المبارك في شهر ربيع الأول سنة 1175هـ"، ويدور حول أضلاع المسجد من الداخل شريط زخرفي بارز، وزخارف كتابية وهندسية، وأطباق نجمية تكسو السقف الخشبي، كما يحتوي الحصن على عدد من المدافن، ويعتبر الحصن بصورة عامة أحد المعالم الأثرية الفريدة التي تستحق الحفاظ والعناية، وتوجد مساجد أخرى قديمة تابعة لبيت الشماع، وهي مسجد المغربة الجنوبي، ومسجد المغربة الشمالي وغيرها، ولا تزال تحتفظ بمكونها المعمارية.
وقال الأستاذ إبراهيم المقحفي، إنها: سلسلة جبلية في بلاد المحويت بالقرب من جبل ملحان، تنسب إلى حفاش بن عوف بن عدي بن مالك بن زيد بن سدد بن زرعة. تشكل بلدانها مديرية من مديريات محافظة المحويت. تضم المراكز الإدارية التالية: "بني دهمان"، ومنها "مدينة الصفقين"- عاصمة بلاد حفاش، "الملاحنة"، "بني قشب"، "الذاري"، "بني أحمد"، "السهمان" "بني عمر"، "بيت الشماع"، "حماطة" "رأس الأحجول"، "جبل نعمان"، "بني مأمول"، "بني أسعد"؛ وجميعها مناطق غنية بمواردها الطبيعية من الثمار والفواكه وشجرة البن، فهي طوال السنة مروج خضراء، كما أنها لا تخلو من آثار قديمة خاصة في "حصن الشايم"، و"حصن ريشان"، و"حصن القفل.
المصادر: