تتميز اليمن بتنوع حيوانيّ وبرّي فريد نتيجة التنوع الواسع في موائلها وموقعها عند ملتقى ثلاثة أقاليم جغرافية حيوية؛ هي المناطق القطبية القديمة، والأفريقية الاستوائية، والمنطقة الأفريقية الشرقية.
وحسب ما ذكر تقرير صادر في يوليو/ تموز 2021، عن قطاع الدراسات والبحوث في وزارة التخطيط والتعاون الدولي، فقد سجّلت الدراسات البيئية منذ العام 1992، وجود أكثر من 71 نوعًا من الثدييات البرية مصنفة في ثماني رتب حيوانية بما فيها الخفافيش.
وتعتبر ثلث هذه الثدييات من الأنواع الكبيرة نسبيًّا والتي تعدّ نادرة في المناطق الأخرى من الجزيرة، منها الغزال الجبلي العربي، والوعول، والثعلب الأحمر العربي، والقرود والنمور العربية، والفهد الصياد، والضباع، والذئاب، والثعالب، وقط الزباد، ونوع من القنافذ، ونوع من غرير العسل.
لكن هناك سبعة أنواع تعدّ حاليًّا معرضة لخطر الانقراض الشديد بسبب الصيد والقنص، وهي: الغزال العربي، غزال الريم، غزال دوركاس، غزال الملكة سبأ، والمها العربي أو الظبي، النمر العربي، الفهد الصياد.
كما أنّ اليمن سجّلت 363 نوعًا من الطيور، و117 من الزواحف والبرمائيات، و3372 نوعًا من الحشرات والعناكب، بالإضافة إلى أعداد كبيرة من الأبقار والإبل التي تمتلكها اليمن في إطار الثروة الحيوانية التي تمتلكها الدولة، والتي تتراوح أعدادها ما بين 20 إلى 21 ألف.
وكان مواطنون في محافظتَي حضرموت وشبوة (جنوب اليمن) قد ناشدوا في يونيو/ حزيران الماضي، الجهات الرسمية بالتدخل العاجل لوقف الاستهداف المباشر والجائر للوعل، لا سيما بعد تداول إفادات لسكان في المحافظتين، بأنّ عسكريين متورطون بعمليات صيد مستمرة للوعل.
وطالبت الهيئة العامة لحماية البيئة، الجهات المعنية باتخاذ إجراءات صارمة ضد المتورّطين بعمليات الصيد المنفلتة، كما طالبت الجهات المعنية في شبوة، بسرعة التحقيق مع أشخاص ثبت تورطهم في عمليات الصيد المنفلت.
ركائز الموارد
غالبًا ما يُفهم التنوع البيولوجي من حيث التنوع الكبير للنباتات وللحيوانات وللكائنات الحية الدقيقة، ولكنه يشتمل كذلك على الاختلافات الجينية في كل نوع -على سبيل المثال، بين أنواع المحاصيل وسلالات الماشية- وتنوع النظم البيئية (البحيرات والغابات، والصحاري والمناظر الطبيعية الزراعية) التي تستضيف أنواعًا متعددة من التفاعلات بين أعضائها (البشر والنباتات والحيوانات).
هناك اعترافًا متزايدًا بأنّ التنوع البيولوجي هو ثروة عالمية، ذو قيمة هائلة للأجيال القادمة، فإنّ بعض الأنشطة البشرية لم تزل تتسبّب بشكل كبير في تقليل عدد الأنواع.
وتعتبر موارد التنوع البيولوجي ركائز تبنى عليها الحضارات. فالأسماك تتيح 20% من البروتين الحيواني لزهاء ثلاثة مليارات نسمة. كما تتيح النباتات أكثر من 80% من النظام الغذائي البشري. ويعتمد ما يقرب من 80% من السكان الذين يعيشون في المناطق الريفية في البلدان النامية، على الأدوية النباتية التقليدية للحصول على الرعاية الصحية الأساسية.
إلّا أنّ فقدان التنوع البيولوجي يهدّد الجميع، وَفقَ تقارير دولية، بما في ذلك الصحة العامة. فقد ثبت أنّ فقدان التنوع البيولوجيّ يمكن أن يزيد من الأمراض الحيوانية المنشأ -الأمراض التي تنتقل من الحيوانات إلى البشر- بينما، من ناحية أخرى، إذا تم المحافظة على التنوع البيولوجي، فإنّه يتيح أدوات ممتازة لمكافحة الأوبئة، مثل تلك التي تسبّبها الفيروسات التاجية.
وفي حين أنّ هناك اعترافًا متزايدًا بأنّ التنوع البيولوجي هو ثروة عالمية، ذو قيمة هائلة للأجيال القادمة، فإنّ بعض الأنشطة البشرية لم تزل تتسبّب بشكل كبير في تقليل عدد الأنواع. ونظرًا لأهمية تثقيف الجمهور وتوعيته بشأن هذه القضية، قررت الأمم المتحدة الاحتفال باليوم الدولي للتنوع البيولوجي سنويًّا.