1368ه- 1949م
29/7/ 1439ه- 16/ 4/ 2018م
ولد الشاعر الصحفي أبو القصب الشلال في بلدة اللحية، وتوفي في مدينة عدن. وهو أديب، وإداري. درس المراحل الدراسية حتى حصوله على الثانوية العامة في الحديدة، ثم التحق بدورة تدريبية في مجال الصحافة والإعلام، ثم حصل على شهادة ليسانس صحافة وأدب روسي من جامعة موسكو عام 1989م.
عمل في وزارة الإعلام والثقافة عام 1966، وساهم في إنشاء إذاعة محافظة الحديدة، وأصبح مديرًا للبرامج فيها، وسكرتيرًا، ثم مديرًا لتحرير صحيفة "الثغر"، ثم مجلة "الثقافة" الصادرة عن وزارة الثقافة. يعتبر أبو القصب عضوًا مؤسسًا لاتحاد الأدباء والكتاب اليمنيين، وقد تعرض للاعتقال والسجن أكثر من مرة بسبب توجهاته وانتقاداته.
من مؤلفاته:
من شعره قصيدة بعنوان "لك المجد":
الليل والإسفلت
ينتعلان من جلدي حذاء للسفر
والحزن يا أطفال قريتنا كسنبلة الربيع
تضاجع الأمطار
تنمو في الحقول المأربية
والسد رغم المحل يعتصر الحجارة
يطلق الفرسان في صحراء جبهتك السجينة
شاب وجه الليل
إلى وجهك المحبوب
مسود الجبين يئن تحت حوافر الخيل الدميمة
والغزاة يضاجعون صباحك الشرقي
في عز الظهيرة
والأصابع لم تزل في الرمل
تبحث عن أبي زيد الهلالي.
وفي مقالة للباحث يوسف جابر الأهدل ذكر أن أديبنا من مواليد حارة اليمن- مدينة الحديدة في سنة1368هـ/ 1939م. وقد نشأ وتربى يتيمًا، حيث توفى والده مبكرًا وعمره لا يتجاوز الثلاثة أعوام، ليعيش أبو القصب في كنف عمه محرم أبكر الشلال الذي كان يعمل وكيل شريعة (محامي)، وبذلك عاش أبو القصب طفولته وسنوات المراهقة ما بين الشريط الساحلي للمدينة- حارة السور حيث يعيش عمه محرم، وحارة اليمن حيث تعيش أمه آمنة جيلان التي استمد منها النضال حيث أوقفت حياتها لتربية أبو القصب وأخوه يحيى، ولم تتزوج بعد وفاة والده.
دراسته:
التحق في البداية فيما كان يعرف عند أغلب المناطق اليمنية بالمعلامة، فتتلمذ على يد شيخ الإسلام العلامة محمد بن علي مكرم (طسي) المتوفي --رحمه الله -- سنة 1408 هجرية ، قرأ القرآن، وأخذ عنه بعض العلوم الاسلامية، بعدها انضم للدراسة في المدرسة السيفية (الوعي)، وإلى جانب الدراسة كان يعمل صيادًا حيث أن الكثير من أبناء حارة اليمن- الحارة المطلة على ساحل البحر- يعملون في هذه المهنة، كما كان يعمل كاتبًا لصياغة الاتفاقيات بين المزارعين الذين يأتون ببضاعتهم من خارج المدينة ومن يسوقها لهم داخل المدينة.
بعد ان أكمل دراسته الثانوية عمل في مشروع الطريق الرابط بين الحديدة - تعز، وبعد انتهاء هذا الطريق، انتقل في بداية عام 1968 م للعمل في مكتب إعلام الحديدة بطلب من الأستاذ العزي المصوعي الذي كان هو أيضًا ابن حارة اليمن، وخلال عمله بمكتب الإعلام حصل على منحه دراسية في مجال الإعلام بالعراق -- بغداد (معهد الاذاعة والتلفزيون) عام 1972 م، وهنا حصل تحول في حياته حيث كانت الرحلة عن طريق الكويت، وهناك استضافه الطلبة اليمنيين، ونظموا له محاضرة، وبحماس الشباب قرأ بعض من قصائده، وتكلم عن التغيير، ولكن الأعين كانت ترصد ما يقول، وعندما وصل إلى بغداد تم استدعاؤه من قبل السفارة اليمنية، وأبلغته إنهاء منحته، وسحب جواز سفره، ولكنه كان صعب المراس فأكمل دراسته، وعاد إلى اليمن متخفيًا، ثم حصل على منحة لروسيا، وحاز ليسانس (صحافة وأدب روسي ) من موسكو (جامعة الصداقة بين الشعوب).
نشاطه السياسي:
- ساهم في تكوين نقابة العمال في الحديدة؛ وذلك من أجل المطالبة بحقوق العمال، ونشر الوعي النقابي بينهم، ورعاية مصالحهم تحت مظلة هذا الاتحاد العالمي الذي تأسس عام 1956م.
- عضوا في اللجنة المركزية اتحاد الشعب الديمقراطي.
- أمين عام اتحاد الشبيبة الديمقراطية اليمنية (اشدي) عام 1973م، وقد مثل الاتحاد بمؤتمر الكمسمول (اتحاد الشبيبة الروسي)؛ ونظرا أن الحزبية كانت محرمة في الشمال؛ فقد سافر دون علم السلطة؛ حتى أنه صعد الطائرة كعامل لنقل عفش الركاب، وعند عودته تعرض للكثير من الاعتقالات، ولديه مذكرات يصف فيها أصناف التعذيب التي مورست عليه، وخاصه أيام محمد خميس رئيس جهاز الأمن الوطني، وفيها سرد الواقع الأليم الذي يعيشه المثقف والسياسي.
في تلك الفترة، وللحد من نشاطه السياسي؛ فقد تم اعتقاله عدة مرات في أولها مكث سنتين من سنة 1976 -- 1978م، والثانية في أكتوبر من عام 1978، وخرج في منتصف 1979 بعدها هرب إلى عدن، ومنها إلى روسيا، وفي أغسطس 1982 م ترشح للاشتراك في مسيرة السلام التي كانت مناهضة للحرب وسباق التسلح التي جابت أغلب أوروبا.
في موسكو انتخب أبو القصب رئيسًا لاتحاد الطلبة الشماليين لأربع سنوات، ثم عاد إلى اليمن وعاد إلى النضال من جديد، وشارك في تأسيس جمعية أبناء الحديدة التنموية، كما أسس دار الأزمنة الحديثة للدراسات السياسية عام 1995م، وفي عام 2014 م أسس مؤسسة " تهامة اليوم للإعلام".
نشاطه الأدبي:
كان أبو القصب منذ بداية تكوينه المعرفي يخصص جزءًا من راتبه لشراء الكتب الثقافية، وقد قرأ للكثير من الكتاب والمبدعين العرب أمثال محمود العقاد، يوسف السباعي، جبران خليل جبران، غسان كنفاني، الجواهري، البياتي، سمح القاسم، سلامة موسى، الكواكبي وغيرهم من الكتاب العرب.
بدأ كتابة الشعر في سن مبكرة لأن القصيدة بالنسبة له كانت هي المساحة والمتنفس التي يستطيع التعبير فيها، وقد كتب قصيدة (الصمت المعتق) عام 1968 م يعبر فيها عن معاناة الناس بسبب النيران التي التهمت الكثير من البيوت في تهامة، ولم تقدم لهم قيادة المحافظة أبسط المساعدات.
أصدر "قاموس الأحداث اليمانية عن مائة عام"، وصدر له مجموعة قصيصة بعنوان "الخياط الشجاع" بالسعودية (جده) خلال عمله بمكتب الفنان محمد عبده، ورواية على لسان الحيوانات بعنوان "رحلة إلى وادي العسجد" عام 2007م، وكتاب "ألفاظ ومعاني عربية متداولة عام 2010م"، وأغلب كتبه محفوظة ومنها مجموعة قصيصة بعنوان "عام الغراب"، وأخرى بعنوان "خلدون لنا مسافر" وهي عن الفساد المجتمعي، ومسرحية "ما في الجبة إلا الجحش" كتبها في الأمن الوطني في الحديدة، وهي عن الفساد السياسي الحكومي، وله دواوين شعر منها: "قلبي على وطني"، وديوان "زهرة الشفق المستديرة"، وديوان "أجمل الكائنات"، ومجموعه من الدراسات والأبحاث التراثية الشعبية: الشاعر سي شعيب، وكتاب الشعر الشامي في تهامة، ومرويات بعنوان" شر البلية ما يضحك"، وقاموس لغوي، ومذكرات بعنوان "الفجر المرتقب ليلة القبض على أبي القصب"؛ وهي مذكرات في السجون، وقد بلغت مؤلفاته الشعرية وأعماله الثقافية والأدبية والنثرية 25 مؤلفًا، ومع ذلك لم يغن له سوى نشيد (بلادي أحييك فلتسلمي ) بصوت الفنانة أمل كعدل.
يعد أبو القصب ممن شارك في تأسيس أول كيان وحدوي؛ وهو اتحاد الأدباء والكتاب اليمنيين ضمن مجموعة الشمال في عدن 1970م مع مجموعة أدباء الجنوب بقيادة عمر الجاوي.
نشاطه الإعلامي:
اتنسب أبو القصب باكرًا لوزارة الإعلام والثقافة في العام 1966م، وأسهم مع الأستاذ العزي المصوعي وزملائه في تأسيس وتشغيل إذاعة الحديدة عام 1968م، وقدم فيها العديد من البرامج، وأصبح فيما بعد مديرًا لبرامجها، وفي نفس الوقت سكرتيرًا ثم مديرًا لتحرير صحيفة الثغر، وفي عام 1978 أصدر صحيفة الفجر، ثم أصبح سكرتيرًا لتحرير مجلة الثقافة.
انتسب لجمعية الصحفيين اليمنيين عام 1976م، وحصل على جوائز عديدة.
وقاته:
توفي أبو القصب الشلال يوم الإثنين 30 من رجب 1439 ه، الموافق 16 إبريل 2018 بمدينة عدن، وهو يبحث عن مرتباته التي لم تصرف، عن عمر 69 سنه بعد تجربة حافلة بالعطاء الإبداعي الزاخر بالجمال والتفرد.
المصادر: