التسمية:
مسجد أبان.
الموقع:
مدينة عدن (كريتر).
الآمِر بالتشييد وزمنه:
يُنسَب بناؤه إلى والد الحكم بن أبان العدني، وفي روايات أخرى إلى الحكم نفسه الذي تُوفِّي سنة 105هـ، وقد تم ترميمه مرات عدة عبر التاريخ، قبل أن يُهدَم ويستحدث في مكانه مبنى بطراز مختلف في العام 1998م، بواسطة جمعية هائل سعيد أنعم الخيرية.
الطراز المعماري:
شُيّد المبنى القديم للمسجد بالطراز المعماري التقليدي المفتوح، وفي هيئته الحالية شُيّد بطراز معماري يمني متنوع، عماده الأحجار والمآذن المرتفعة والسقف.
الوصف التاريخي:
اتفقت أقوال المؤرخين على أنه أول مسجد شُيِّدَ بعدن، ومن أقدم المساجد في الجزيرة العربية، وأبان بن عفان هو من بناه بعد أن هاجر إلى عدن، وأقام فيها ليعلم الناس أمور الدين، ثم رجع إلى المدينة المنورة وتُوفِّي فيها، وقد بنى مسجده هذا عند إقامته في المدينة، وفي تلك الأثناء وُلد له ابنٌ سمّاه الحكم، فكان أيضًا من الفقهاء والعلماء المشهود لهم بالعلم والفقه، وعُيّن قاضيًا لعدن، وهناك من ينسب إليه بناء المسجد وسمّاه باسم والده، وقد مرت على المسجد إصلاحات وترميمات كثيرة؛ فقد جُدّد ووسّع في سنة 180 هجرية (796 ميلادية)، ثم تجدّد ترميمه وتوسعته مرات عدة. وفي القرن العشرين جدّده التاجر سالم باشنفر سنة 1928م، ثم رُمِّم سنة 1933م، ثم سنة 1992م، ليستقيمَ على هيئته القديمة كما تبيّنها الصورة قبل أن يُهدَم، حيث كان ينقسم إلى قسمين: داخلي، وخارجي، وهو الضاحية، وفي الجهة البحرية من المسجد، كان يوجد مصلى للنساء يتسع لخمسين امرأة تقريبًا من مجموع سعة المسجد التي كانت تستوعب حوالي ألف ومئة مصلِّي. وعلى الرغم من أنّ تصميمه لم يكن يوجد به مئذنة فإنه تميز عن غيره من المساجد بعاملين: أولهما، التصميم وجمال النمط الزخرفي على النوافذ والأبواب والأعمدة، والميزة الثانية التي تميز بها اسمه الذي ارتبط بالقاضي الشرعي والعالِم الإسلامي وحفيد الخليفة.
مسجد أبان القديم كان في شارع تجاري شعبي، يسمى "شارع أبان"، فكان الناظر إلى هيئته من الخارج لا يستطيع تمييزه عن المباني المجاورة له، وذلك نظرًا للمحلات التجارية المتلاصقة فيه، فالشكل الخارجي للمسجد كان متواضعًا غاية التواضع، ويخترق جداره ثلاثة أبواب رئيسة؛ باب يقع في الجهة الشرقية من المسجد، وبابان يقعان في الناحية الغربية، وفي الناحية الجنوبية في داخل المسجد أماكن الوضوء.
والمسجد بهيئته القديمة، كان مستطيل الشكل، مفتوح الأسقف ومساحته غير صغيرة، ويتكون من بيت صلاة، والصحن، فصحن المسجد مساحته أكبر من مساحة بيت الصلاة مرتين، وفرشت أرضيته بالمَرمر (البلاط)، وأما بيت الصلاة فهو خالٍ من الزخارف والنقوش، وفي صدر القِبلة المحرابُ والمنبر، ونشاهد عددًا من النوافذ العتيقة في بيت الصلاة، وهي مصنوعة منذ فترة ليست بقصيرة، وتزين حافات المسجد زخارف مجسمة صغيرة، تسمى في مصطلح العمارة الإسلامية بعرائس السماء.
لكن مبنى المسجد بشكله الحديث، صار مكوّنًا من ثلاثة طوابق، ومبنيّ بالحجارة، ومغطى الأسقف بقبَّة مركزية تتوسط سقفه وقباب أصغر تحوطها، وهو اليومَ يتسع لثلاثة آلاف وخمس مئة مصلٍّ، ويحتوي على: صحن المسجد، وطابقين آخرين، الأخير منهم مصلّى للنساء. والمسجد مفتوح بطوابقه الثلاثة، بحيث يتمكن المصلّي في الطابق الثاني والثالث من مشاهدة الإمام في المحراب أو في المنبر المصنوع من الخشب، كما شُيّدت للمسجد منارتين تفوق الواحدة منهما الأربعين مترًا، ويتميز المسجد بالأشكال الزخرفية والآيات القرآنية المنحوتة على جميع أشرطة جدرانه الداخلية وجدار القِبلة.
يؤخذ على الطراز المعماري الذي شُيِّد به المسجد بهيئته الحالية، أنه أفقدَ المَعْلمَ الديني الأثري كلَّ خصائصه المعمارية التاريخية.
المصادر:
- زوايا من تاريخ ولاية عدن؛ تاريخ وطن وحكاية إنسان (1839-1967م)، بلال غلام حسين، 2013.
- حلقات القرآن ومجالس العلم في مساجد عدن، إعداد: أمين سعيد عوض باوزير، 1997.
- مساجد اليمن؛ نشأتها – تطورها - خصائصها، محمد زكريا، مركز عبادي للدراسات والنشر، صنعاء، 1998.