ورد في النص مجلد 3، ص924، شطراً من بيت المتنبي:
"لهوى النفوس سريرةٌ لا تُعلمُ"
فقالت المحققة في الهامش (2): عجز البيت: "كم حار فيها عالمٌ متكلمُ".
والصواب أن عجز البيت -كما في ديوان المتنبي- هو:
"عرضاً نظرتُ وخلتُ أني أسلمُ"
وللعجز الذي ذكرته المحققة قصة ذكرها الصلاح الصفدي في "الوافي بالوفيات" (جزء 5، ص 185)، فينظر تفصيلها فيه.
قالت المحققة في الهامش (1) مج3، ص 942: "صاحب "الحماسة" هو أبو تمام حبيب بن أوس الطائي، و"الحماسة" اسم ديوانه".
وأقول: ليس "الحماسة" ديوان أبي تمام، وإنما هي اختيارات لأبي تمام في فنون متعددة من الشعر العربي.
وورد في النص المحقق، مج3، ص973 بيت من الشعر على هذا النحو:
وما الدهر إلا مجنوناً بأهله وما صاحب الحاجات إلا معذبا
وصوابه: منجنوناً. والمنجنون: هو الدولاب الذي يستقى به الماء؛ شبه به الدهر في تقلبه ودورانه بأهله. والبيت من شواهد النحو المشهورة.
ورد في النص المحقق بيتان لابن المقرب العيوني كالتالي:
علام تجشّم الأهوال فرداً تغير البيداء أو لجج البحار
آمالاً تحـاول أم علـوا هديتَ أم اجتواء للديــار
صواب عجز البيت الأول: بِغُبْرِ البيد.
وصواب صدر البيت الثاني: أمالاً ما تحاول أم علواً؟([1])
وورد في النص المحقق مج3، ص1014: "وكل ذلك لما بلغهم أن الأهنوم قالت: إنهم غير شيء، وأنهم من القصابين، استحقاراً لهم، واستخفافاً بجنابهم، واستكباراً عليهم".
قالت المحققة في الهامش (1): "القصابين: لعله يقصد بائعي القصب".
الصواب: أن القصابين هم الجزارون، وهذا معنى الاستحقار لهم، والاستخفاف بهم في أعرافهم.
وورد في النص المحقق مج3، ص1054: "ثم إنه روى بعض العلماء أن هذه المسألة إجماعية أن من معه عروضاً أو عقاراً وجب تسليمها في الدين مع المطالبة بثمن مثلها كما ذكره النووي في منهاجه".
قالت الباحثة في الهامش(4) في ترجمة النووي: "أما كتابه المنهاج فهو "المنهاج شرح صحيح مسلم".
الصواب: نعم للنووي شرح على صحيح مسلم اسمه "المنهاج"، لكن المقصود بكتاب "المنهاج" في كلام المؤرخ يحيي بن الحسين هو كتابه الشهير في فروع فقه الشافعية، واسمه "منهاج الطالبين وعمدة المفتين".
كما ورد في النص البيت، مج3، ص1094 كالتالي:
وإذا تكون كريهة أدعى لها وإذا يجاش الجيش يدعى جندبُ
وصوابه: إذا يحاسُ الحيس يدعى جندبُ.
والحيس: الأقط (= لبن محمض يجمد حتى يستحجر ويطبخ أو يطبخ به)- يخلط بالتمر والسمن.
قال المؤرخ في مج3، ص1141: "وعيان لو كانت مدولة لكانت الطريق صالحة لتوسطها، ولكن عجزوا عن الجامكية، وتواكنوا بها: صاحب صعدة، والمتوكل، وأحمد بن الحسن؛ فهذه سبب هذه الأمور التي جرت فيها".
قالت المحققة في الهامش (2): "تواكنوا: لم يتضح المعنى".
أقول: المعنى أن هؤلاء المذكورين صاحب صعدة والمتوكل وأحمد بن الحسن، ركن بعضهم على بعض، واعتمد بعضهم على بعض في أمر عيان فأهملوها؛ وقد كان كل واحد منهم يرى الصرف عليها بما تحتاج من ناحيته.
قال الشاعر مطهر الإرياني في "المعجم اليمني" مج2،ص1141: "وكَنَ فلان على فلان يَوْكن وكناً ووكنة، فهو واكن: ركن، واعتمد عليه في أمره".
وورد في النص المحقق مج3، ص 1153: "وقد كان حط محمد بن المهدي بالزيلعي، وكان أهل تعز غلقوا أبواب المدينة، فعقد الصلح إلى بعد رمضان".
قالت الباحثة في الهامش (5): "لعل المؤرخ يقصد الزيلعية من قرى البعجية من مديرية اللحية وأعمال الحديدة".
وأقول: ما أبعد هذا السياق من أن تكون منطقة "الزيلعي" في مديرية اللحية بالحديدة، وقد ذكر المؤرخ في سياق آخر- مج3، ص1245 فقال: "وفي شهر رجب وصل الخبر بأن جبل صبر استمكل (صوابه: استكمل) خلافه مع الحجرية، وبلغ الخلاف إلى قاهرة تعز، فتحرك أحمد بن المؤيد من قَدَس إلى الزيلعي وبلاد يَفْرُس". وذُكرت "الزيلعي" أيضاً في مج3، ص1247. وكل هذه السياقات والإشارات تدل على أن "الزيلعي" منطقة في تعز، وقد سألت الأستاذ منصور الحاج عنها فقال إن الزيلعي قبل الراهدة بعد نقيل الإبل.
وورد في النص مج3، ص1194 : "ودونه خرط العناد".
صوابه: خرط القتاد، وهذا مثل يضرب للأمر المستصعب؛ لأن القتاد متظاهر الشوك لا يستطاع لمسه ولا خرطه (= نزعه).
ورد في النص مج3، ص1199: "وما أحسن قول كما قال أبو حفص عمر بن علي المهدوي".
قالت في الهامش (1): "يوجد الكثير من الأعلام الشعراء والأدباء من يحمل اسم عمر بن علي (أبو حفص) غير أني لم أعثر على المهدوي في ما بين يدي من مصادر، ولعله قد ذكر فيها بلقب آخر".
أقول: له ترجمة في "معجم الأدباء" لياقوت، ج3، ص228.
وقالت في الهامش: (2)، مج3، ص1262: "تفسير الشيرازي: لعل المؤلف قد قصد بتفسير الشيرازي كتاب "بصائر ذوي التمييز في لطائف الكتاب العزيز" لمحمد بن يعقوب بن محمد الفيروزابادي الشيرازي الذي قدم إلى اليمن سنة 796هـ".
أقول: صاحب القاموس وإن كان شيرازياً إلا أنه اشتهر بالفيروزابادي، وممن لقب بالشيرازي، وله تفسيران اثنان: أبو محمد عبدالوهاب بن محمد الشيرازي الشافعي المتوفى سنة (500هـ)، يقال إنه ضمنه مئة ألف بيت من الشواهد([2]).
والثاني: العلامة الكبير محمود بن مسعود بن مصلح الفارسي قطب الدين الشيرازي (634- 710هـ) قاضٍ عالم بالعقليات ولد بشيراز، قصد نصير الدين الطوسي وقرأ عليه، ودخل الروم فولي قضاء سيواس وملطية. كان بحراً من بحور العلم، يضرب بالرباب، ويلعب الشطرنج، من كتبه "فتح المنان في تفسير القرآن"، ويقال له: تفسير العلامي في نحو 40 مجلداً([3]).
وورد في النص، مج3، ص 1302: "وكان من جملة كتب محمد صاحب المنصورة إلى المؤيد: إنك إن كنت باني على المعونة وإلا ترفعنا عن هذه البلاد. فكان حاله فيها كحال مجير أم عامر؛ فإنه كان في تلك الفتنة الأولة التي جرت في يافع معيناً ليافع على الدفع، والإمداد لهم، كما تواترت الأخبار عنه معهم، ثم هاهم رجعوا على بلاده ومحاربته".
قالت الباحثة في الهامش (1): "مجير أم عامر: أم عامر هي الضبع، كأن ولدها عامر، والعرب تضرب بها المثل في الحمق".
وأقول: مجير أم عامر لها قصة، وضرب المثل بحمق الضبع قصة أخرى ليست هي المقصودة في معنى النص الذي قصده المؤرخ. فإن الناصر محمد بن أحمد -كما أورد المؤرخ- قام بإعانة يافع في السابق في خلافهم على المؤيد بن المتوكل، ثم صاروا -بعد ذلك- يتعدون على حدود بلاده؛ فكان حاله معهم -كما يقول المؤرخ- كحال مجير أم عامر.
أما قصة مجير أم عامر، فيُروى أن جماعة أثاروا ضبعاً، فدخلت خباء شيخ منهم، فقالوا: أخرجها. فقال: ما كنت لأفعل، وقد استجارت بي، فانصرفوا، وقد كانت هزيلاً، فأحضر لها لقاحاً، وجعل يسقيها حتى عاشت، فنام الشيخ ذات يوم، فوثبت عليه؛ فقتلته، فقال شاعرهم في ذلك:
ومن يجعل المعروف في غير أهله يلاقِي الذي لاقى مجير أم عامر
أقام بها لما استجارت ببيته لتأمن ألبان اللقاح الدرائر
فأسمنها حتى إذا ما تمكنت فرته بأنياب لها وأظافر
فقل لذوي المعروف هذا جزاء من يجود بإحسان إلى غير شاكر([4])
أما قصة حمق الضبع، فهي مذكورة في كتب الأدب والأمثال، فلا نطيل بذكرها؛ لعدم تعلقها بموضوعنا.
ورد في النص: "وقال يزيد بن المهلب: الإقدام على الهلكة تغرير، والإحجام عن الفرصة جبن".
قالت الباحثة في الهامش (2)، مج3، ص1336: "يزيد بن المهلب: هو يزيد بن محمد بن المهلب بن المغيرة من بني المهلب بن أبي صفرة أبو خالد المعروف بالمهلبي، شاعر محسن راجز من الندماء [...] اتصل بالمتوكل العباسي ونادمه، ومدحه ورثاه بقصيدة من عيون الشعر توفي سنة 259هـ/ 873م".
وأقول: أبعدت الباحثة في التعريف؛ فجانبت الصواب، ويزيد بن المهلب المقصود هو: يزيد بن المهلب بن أبي صفرة الأزدي، أبو خالد (35 - 102 هـ/ 673 - 720م)، أحد الأمراء والقادة الشجعان المشهورين بالكرم في العصر الأموي. ولي خراسان بعد وفاة أبيه (سنة 83هـ) فمكث نحواً من ست سنين، وعزله عبدالملك بن مروان بمشورة الحجاج لحسده له فحبس، ثم فرّ إلى الشام. وفي قصته طول يُنظر بشأنها في "وفيات الأعيان" لابن خلكان، و"الأعلام" للزركلي.
قال المؤرخ في مج3، ص1337: "وفي كتاب الهند الحازم يحذر عدوه على كل حال، ويحذر مواثبته إن قرب وغارته إن بعد...".
قالت الباحثة في الهامش (1): "كتاب الهند الحازم لم أتوصل إلى من هو مؤلفه".
وأقول: يبدو أن الباحثة لمَّا وصلت إلى هذا الموضع كان قد داهمها الملل، وساورها الضجر؛ فلم تنتبه لسياق الكلام، ولو أنها أتمت الجملة التي بعدها لظهر لها معنى العبارة، وهي كالتالي:
وفي "كتاب الهند": الحازم يحذر عدوه على كل حال، ويحذر مواثبته إن قرب، وغارته إن بعد.
ولعل المقصود بـ"كتاب الهند" هو كتاب "كليلة ودمنة".
قال المؤرخ مج3، ص1371: "قال الصفدي في شرح اللامية عند أول بيت منها في قوله: أصالة الرأي أغنتني عن الخطل".
صوابه: صانتني عن الخطل.
قالت الباحثة في الهامش (4) في نفس المجلد والصفحة السابقين: "ورد البيت كالتالي:
لا الصبر ساعد قلبي في السلوّ ولا أصالة الرأي صانتني لدى العطل"
أقول: اللامية التي قام بشرحها الصفدي هي لامية الطغرائي (ت 513 هـ)، وهي اللامية المشهورة بلامية العجم، وشرحها الصلاح الصفدي بشرحه "الغيث المنسجم".
وتبدأ القصيدة بـ:
أصالة الرأي صانتني عن الخطل وحلية الفضل زانتني لدى العطل
أما القصيدة التي تبدأ بـ:
لا الصبر ساعد قلبي بالسلوّ ولا أصالة الرأي صانتني عن الخطل
فهي قصيدة لابن نباتة محمد بن محمد بن محمد بن الحسن الجذامي الفارقي المصري المتوفى سنة (768هـ)، وقد نسجها على نفس منوال قصيدة الطغرائي.
وهنا تنتهي ملاحظاتنا على تحقيق الدكتورة أمة الغفور الأمير على كتاب «بهجة الزمن»، والحمد لله أولاً وآخراً ، وظاهراً وباطناً، وصلى الله على سيدنا محمد وآله وصحبه وسلم تسليماً كثيراً.
صنعاء مساء الأربعاء 3 يونيو2020
________________________________________
([1]) انظر: ديوان ابن المقرب العيوني، شرح د. أحمد موسى الخطيب، جزء 1، ص385.
([2]) كشف الظنون، لحاجي خليفة، ج1، ص451.
([3]) كشف الظنون، لحاجي خليفة:ج2، ص1235؛ و الأعلام، للزركلي:ج7، ص187.
([4]) انظر المحاسن والأضداد، للجاحظ، ص25- 26؛ ومجمع الأمثال، لأبي الفضل أحمد بن محمد الميداني النيسابوري، جز2،ص 144.